انخفضت توقعات المستهلكين حول التضخم في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة بشكل كبير، في أحدث مسح قام به بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في نيويورك، وهو ما يشكل أخباراً جيدة لواضعي السياسات فيما يحاربون للحد من ضغوط الأسعار.
انخفضت توقعات التضخم الأميركي للسنوات الثلاث المقبلة 2.8% في أغسطس، مقارنة بنسبة بلغت 3.2% في الشهر السابق، و3.6% في يونيو، حسب المسح الشهري لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك عن توقعات المستهلكين الذي صدر يوم الاثنين. انخفضت توقعات التضخم لعام مقبل إلى 5.7% مقارنة بـ6.2% في يوليو. على مدى السنوات الخمس المقبلة يتوقع المستهلكون الآن تضخماً بنسبة 2% بدلاً من 2.3%.
يُعَدّ ذلك رابع انخفاض شهريّ على التوالي في توقعات التضخم لثلاث سنوات مقبلة، التي تراجعت من 4.2%، وهي القمة التي وصلت إليها في سبتمبر وأكتوبر 2021. يتزامن ذلك مع توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو بدء إلغاء سياسات الدعم الخاصة بجائحة كورونا، وذلك بالإشارة إلى أنه سيبدأ قريباً في خفض المشتريات الشهرية للسندات. انتهت عملية إلغاء إجراءات الدعم في مارس، حينما رفع الفيدرالي أسعار الفائدة التي كانت تلامس مستويات صفرية.
تحسن التوقعات
مسؤولو البنوك المركزية في الولايات المتحدة، ممن يستهدفون تراجع التضخم إلى 2%، يرفعون أسعار الفائدة بسرعة للحد من أكبر تضخم في 40 عاماً تقريباً. ومن المتوقع إعلانهم عن ثالث زيادة على التوالي بنحو 75 نقطة أساس عندما يجتمعون الأسبوع المقبل.
استمرّ تراجع توقعات التضخم الأميركي بالنسبة إلى الزيادات في أسعار الغاز، إذ تتوقع الأُسَر حالياً أن تظل تقريباَ كما هي خلال عام من الآن، حسبما ذكر المسح. وانخفضت توقعات تغييرات أسعار المواد الغذائية لعام مقبل بنحو 0.8 نقطة مئوية، لتصل إلى 5.8% و0.3 نقطة مئوية في أسعار الإيجار لتبلغ بذلك 9.6%.
اعتدلت توقعات سوق الإسكان التي شهدت زيادات سعرية كبيرة كذلك، لكنها تراجعت في الأشهر الأخيرة.
تراجع الأسعار
أظهر التقرير تراجعاً كبيراً في متوسط توقعات أسعار المنازل بلغ 1.4 نقطة مئوية ليصل إلى 2.1%، وهي أقل قراءة منذ يوليو 2020. وكان التراجع واسع النطاق، إذ شمل تركيبات سكانية ومناطق جغرافية مختلفة.
شبح الركود يخيم على الأسواق.. والأسهم تترقب بيانات التضخم الأميركي
انخفضت توقعات أسعار المنازل قرابة الثلثين منذ قراءة أبريل 2022 التي بلغت 6%.
يتوافق خفض توقعات أسعار المنازل والإيجار ات مع بيانات مسح أصدرته الرابطة الفيدرالية الوطنية للرهن العقاري (ماني فاي).
تفاؤل المستهلكين
كان المستهلكون أكثر تفاؤلاً بشأن دخلهم الأُسَري والموقف المالي المستقبلي، لكن مع ذلك فهذه الزيادات المالية المتوقعة لم ترقَ إلى مستوى التضخم.
في حين تراجعت توقعات التضخم في ظل متوسط نمو الأرباح المتوقع لعام مقبل دون تغيير عند 3% في أغسطس. يتوقع المشاركون أيضاً نمو إنفاق الأُسَر أكثير بكثير من الدخل. زادت توقعات الإنفاق على مدار العام المقبل نقطة مئوية واحدة بنسبة 7.8% في أغسطس.
محاولات "الفيدرالي" لكبح جماح التضخم مستمرة بزيادة كبيرة متوقعة لسعر الفائدة
عبّر المستهلكون عن تفاؤلهم في المسح رغم أسعار الفائدة الأعلى. يتوقع عدد أقل من الأُسَر أن تزداد حالهم سوءاً بعد عام من الآن، وزاد متوسط التوقعات بأن أسعار الأسهم الأميركية ستكون أعلى خلال 12 شهراً من الآن بواقع 2.1 نقطة ليصل إلى 36.4%.
رغم ذلك فإن المسح يُظهِر أن الاقتصاد متباين الأداء. زادت احتمالات التخلف عن سداد الحد الأدنى من القروض على مدار الأشهُر الثلاثة المقبلة بواقع 1.4 نقطة مئوية لتصل إلى 12.2%، وهو أعلى مستوى لها منذ مايو 2020.
يعتمد المسح الوطني الذي يجريه "الفيدرالي" عبر الإنترنت على عينة عشوائية تتكون من 1,300 أسرة تقريباً.