فرضت الهند، أكبر دولة مُصدّرة للأرز في العالم، قيوداً على صادرات الأصناف الرئيسية من الأرز التي تدخل بشكلٍ أساسي في غذاء آسيا وأفريقيا، ما يهدّد بزعزعة أسواق المحاصيل العالمية وتفاقم تضخم أسعار الغذاء وأزمة الجوع.
أقرت الحكومة رسوماً بنسبة 20%على شحنات الأرز الأبيض والبني، كما حظرت صادرات الأرز الهندي المكسر إلى الخارج. وتُطبّق هذه القيود على ما يقرب من 60% من إجمالي صادرات الأرز في الهند، وفقاً لحسابات "بلومبرغ".
تمثل الهند 40% من تجارة الأرز العالمية، ويمثل قرارها مزيداً من الضغوط على الدول التي تكافح في ظلّ تفاقم أزمة الجوع وارتفاع تضخمّ أسعار الغذاء. يُعتبر الأرز الغذاء الأساسي لحوالي نصف سكان العالم، حيث تنتج آسيا وتستهلك حوالي 90% من الإمدادات العالمية.
قيود على الصادرات
يعتبر الأرز ثالث سلعة زراعية رئيسية في الهند تشهد قيوداً على المبيعات الخارجية هذا العام بعد أن قلّصت الدولة الواقعة في جنوب آسيا بالفعل صادرات القمح والسكر، ما أدّى إلى تعزيز موجة الحمائية الغذائية التي ساهمت بدورها في تفاقم الفوضى في أسواق الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
في ما يتناقض مع الارتفاع الكبير في أسعار القمح والذرة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت أسعار الأرز تراجعاً كبيراً بسبب المخزونات الوفيرة، ما أدّى إلى درء أزمة غذائية أكبر. ومن المحتمل أن تساهم الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الهند في تغيير الوضع الراهن.
تجدر الإشارة إلى أنّ القيود المفروضة تنطبق على أصناف الأرز البني غير المطحون والمقشر، حسبما ذكرت الحكومة في وقتٍ متأخر من يوم الخميس. وكذلك الأرز شبه المطحون والمطحون بالكامل- أو الأرز الأبيض. لكن لن تشمل القيود الأرز المسلوق والبسمتي.
يُمثّل التنوع الذي يجذب فرض ضريبة على الصادرات الآن على حوالي 60% من شحنات الأرز غير البسمتي في الهند، وفقاً لـبي في كريشنا راو، رئيس جمعية مصدري الأرز. حيث أشار إلى أنّ هذه القيود ستعود بالفائدة إلى الدول المورّدة المنافسة وبخاصة تايلندا وفيتنام، حيث تتعاون الدولتان لدعم أسعار الأرز.
قلّة الأمطار
يتوقع راو أن "خطوة الحكومة ستعزز أسعار الأرز العالمية"، مقدراً أن أسعار تصدير الأرز الأبيض قد ترتفع من 350 دولاراً حالياً لتتجاوز بذلك 400 دولار للطن على أساس تسليم مجاني على ظهر السفينة.
كما أشار إلى أنّ المصدرين سيطلبون من الحكومة التنازل عن الضرائب على نحو 2 مليون طن من الأرز التي تم التعاقد عليها ولكن لم تُشحن بعد.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأرز المكسور، المحظور للتصدير إلى الخارج، يُستخدم بشكلٍ رئيسي لتغذية الحيوانات. قفزت الأسعار هذا العام بفضل زيادة الطلب على الصادرات. وتُعدّ الصين من بين كبار المشترين، حيث تستخدم الأرز في علف الماشية، فضلاً عن بعض الدول الأفريقية التي تستورد الأرز للغذاء. وهو يمثل ما يقرب من 20% من شحنات الهند إلى الخارج.
تقلصت زراعة الأرز في الهند بنسبة 5.6% هذا الموسم بسبب النقص الحادّ في هطول الأمطار في بعض المناطق. حيث سجّلت زخات المطر الموسمية مستوياتٍ تقلّ بكثير عن 25% من المتوسط في الولايات الرئيسية النامية في أوتار براديش وجهارخاند وبيهار. فبشكلٍ عام، تلّقت البلاد 5% من الأمطار فوق المستوى الطبيعي لهطول الأمطار خلال هذه الفترة.
من شأن هذه القيود التجارية أن تُثير مخاوف كبيرة بشأن الإمدادات، لأنّ الهند هي أكبر دولة مُصدرّة للأرز، حسبما قال ألفين تاي، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس". مُضيفاً: "بالتأكيد لن تُساعد هذه الإجراءات في الحدّ من تضخم أسعار الغذاء العالمي، بل يعتمد ذلك على المدة التي سيستمر فيها هذا الحظر".