حصلت باكستان على خطة إنقاذ مالية من صندوق النقد الدولي لتفادي تخلف وشيك عن السداد إذ تشكل الاضطرابات السياسية والفيضانات المميتة تهديداً لاقتصاد البلاد الواقعة في جنوب آسيا.
قال المقرض، ومقره واشنطن، في بيان على موقعه الإلكتروني على الإنترنت يوم الإثنين إن البلاد تستطيع سحب 894 مليوناً من حقوق السحب الخاصة لدى صندوق النقد الدولي. بما يعادل نحو 1.16 مليار دولار. أعلن وزير المالية الباكستاني مفتاح إسماعيل عن موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على الاعتمادات المالية في منشور على حسابه الشخصي على منصة "تويتر" في وقت سابق من اليوم.
ستكون الاعتمادات المالية مسألة جوهرية لتحقيق الاستقرار للاقتصاد الباكستاني عقب تآكل احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد جراء تصاعد تكاليف الطاقة والذي نجم عنه ثاني أسرع تضخم في آسيا. في وقت تحتاج باكستان إجمالاً إلى تمويل بقيمة 31 مليار دولار حتى يونيو 2023، بينما من المنتظر أن يؤمن 38 مليار دولار. كما سيمهد قرار صندوق النقد الدولي الطريق أمام توفير مساعدات أكثر من قبل البلدان الصديقة.
قال الصندوق: "تعتبر الأولوية العاجلة هي الاستمرار في التنفيذ الصارم للميزانية المعتمدة مؤخراً للسنة المالية 2023، والالتزام بسعر الصرف الذي تحدده السوق، ومحاولة فرض سياسة نقدية استباقية وحصيفة"، مضيفاً أن المجلس التنفيذي وافق أيضاً على طلب باكستان الإعفاء من بند عدم الالتزام بمعايير الأداء.
أرقام أساسية
تحتاج باكستان لخدمة ديون 3 مليارات دولار حتى يونيو 2023، تشمل 1.7 مليار دولار سداد ديون مستحقة في ديسمبر المقبل، بحسب بلومبرغ إيكونوميكس |
تراجعت احتياطياتها النقدية من العملات الأجنبية إلى 7.8 مليار دولار بحلول أغسطس الحالي، أو ما يكفي لتغطية أقل من شهرين من الواردات، بينما زاد التضخم لأعلى مستوى له في 14 سنة ليصل إلى 25% في يوليو المنصرم |
تعهدت المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر بتقديم 9 مليارات دولار من الاستثمارات والقروض |
تحظى باكستان بسجل زاخر من المشاغبات مع صندوق النقد الدولي. حصلت الحكومة على برنامج إنقاذ في 2019 فقط ليتعطل عدة مرات جراء إخفاق إسلام أباد في الوفاء ببعض شروط القرض. وألغت حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف، منذ توليها السلطة بأبريل الماضي، دعم الطاقة وفرضت ضرائب حديثة وأزاحت الستار عن تدابير تقشفية لتجنب ما سيكون ثاني حالات التخلف عن السداد في آسيا خلال السنة الجارية بعد سريلانكا.
أوقات عصيبة
يأتي برنامج الإنقاذ أيضاً في وقت تجابه فيه إسلام أباد مصاعب جديدة جراء أوضاع سياسية مضطربة وأزمة المناخ المتجددة.
يشن رئيس الوزراء السابق عمران خان حملة ضارية ضد الحكومة للضغط من أجل إجراء انتخابات جديدة، بينما كلفت الفيضانات الكارثية الاقتصاد خسارة مليارات الدولارات.
قتلت فيضانات ناجمة عن هطول الأمطار بمعدلات هي الأعلى من 3 عقود ألف شخص على الأقل منذ يونيو الماضي وتسببت في أضرار تخطت قيمتها 10 مليارات دولار.
عوضت السندات المقومة بالدولار والعملة المحلية وسوق الأسهم الباكستانية جزءاً من الخسائر الشهر الحالي في ظل توقعات باستئناف البلاد برنامج صندوق النقد الدولي. تعتبر السندات الدولارية الباكستانية هي الأفضل من حيث الأداء بآسيا خلال أغسطس الجاري، بينما حققت الروبية مكاسب بلغت 7% تقريباً في شهر أغسطس حتى الآن. في هذه الأثناء، صعدت سوق أسهم البلاد 8%، وهي الأعلى أداء وسط آسيا بعد سريلانكا.