يرى بنك "سيتي غروب" أنَّ التضخم في المملكة المتحدة في طريقه لتجاوز حاجز 18% للمرة الأولى منذ نحو نصف قرن العام المقبل بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.
قال الاقتصادي البريطاني لدى "سيتي غروب"، بنيامين نابارو، في مذكرة أنَّ مؤشر أسعار المستهلك، وهو مقياس للتضخم، سيبلغ ذروته عند 18.6% في يناير، وذلك في ظل توقُّع المحللين ارتفاع سقف أسعار الطاقة بالتجزئة من 1,971 جنيه إسترليني حالياً إلى نحو 6,000 جنيه إسترليني في أبريل.
كانت آخر مرة تجاوز فيها التضخم مستوى 18.6% في عام 1976، بعد صدمة إمدادات النفط التي دمّرت الاقتصاد العالمي، ودفعت المملكة المتحدة للحصول على خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي. وكان عام 1980 هو آخر مرة بلغ فيها التضخم هذا المستوى، وفقاً لأرقام "بلومبرغ".
التضخم في بريطانيا يرتفع إلى 10% للمرة الأولى في 40 عاماً
حذّر نابارو من أنَّ "المخاطر ما زالت تسلك اتجاهاً صعودياً"، وقد يضطر بنك إنجلترا إلى رفع أسعار الفائدة إلى 6% أو 7% "في حال ظهور المزيد من العلامات على التضخم المتأصل". وأضاف أنَّ ارتفاع معدلات البطالة سيحد على الأرجح من الحاجة إلى مثل هذه الزيادات الحادة.
وجذبت توقُّعات "سيتي" الحادة لتضخم المملكة المتحدة الاهتمام، إذ قال الخبير الاقتصادي محمد العريان في تغريدة على موقع "تويتر":
"إنَّها عنيفة لأنَّها تفترض بشكل أساسي عدم اتخاذ أي إجراء من جانب صانعي السياسة الذين يتعرضون بالفعل لضغوط كبيرة بسبب أزمة تكلفة المعيشة".
توقَّع بنك إنجلترا في بداية أغسطس الجاري أن يبلغ التضخم ذروته عند "ما يزيد قليلاً عن 13%" في نهاية هذا العام. بينما توقَّعت الأسواق وصول أسعار الفائدة إلى 3.5%.
بنك إنجلترا يرفع سعر الفائدة بأعلى وتيرة في 27 عاماً ويحذر من ركود طويل
افترضت توقُّعات نابارو خفض فواتير الطاقة المنزلية بنحو 300 جنيه إسترليني عبر التخفيضات والرسوم الخضراء وضريبة القيمة المضافة، على النحو الذي اقترحه المرشحون في معركة قيادة حزب المحافظين.
أوضح نابارو أنَّ الحكومة ستتجه على الأرجح إلى أبعد من ذلك، مع حزمة دعم للاقتصاد تُقدّر بنحو 40 مليار جنيه إسترليني.