تراجع التضخم الروسي بشكل أكثر من المتوقع إلى أدنى مستوى له منذ غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا، بعد انخفاض أسعار المستهلكين في أسابيع متتالية بفضل قوة الروبل والانخفاض الموسمي في تكلفة الفاكهة والخضروات.
قالت دائرة الإحصاءات الفيدرالية في روسيا، يوم الأربعاء، إن التباطؤ للشهر الثالث على التوالي تسبب في هبوط التضخم السنوي من 15.9% في يونيو إلى 15.1% في يوليو. وكان متوسط توقعات 16 اقتصادياً في استطلاع أجرته "بلومبرغ" يشير إلى تحقيق 15.3%.
انخفضت الأسعار بنسبة 0.39% على أساس شهري، وهو أكبر انخفاض في خمسة أعوام، كما انخفضت تكلفة الفاكهة والخضروات بأرقام ثنائية الخانة اعتباراً من يونيو.
في البداية، تسببت العقوبات الدولية الهادفة إلى شل الاقتصاد الروسي في اضطراب العملة لفترة وجيزة وتعطلت الإمدادات. وأدت موجة الشراء بدافع الذعر التي أعقبت ذلك إلى ارتفاع التضخم إلى أكثر من أربعة أضعاف هدف البنك المركزي الروسي البالغ 4%، حيث بلغ نمو الأسعار السنوي ذروته بعد شهرين فقط من غزو أوكرانيا في فبراير، وبدأ في التباطؤ متأثراً بضعف طلب المستهلكين ومكاسب الروبل.
اقرأ أيضا: التضخم في روسيا يسجل أعلى مستوى من 2002 عند 17.8%
قالت دائرة الإحصاءات إن الانخفاض الحاد في أسعار الفاكهة والخضروات كان محركاً قوياً لتباطؤ التضخم.
وكان الزخم المضاد للتضخم في روسيا قوياً لدرجة أن البنك المركزي في البلاد كان قادراً على خفض أسعار الفائدة إلى ما دون مستوياتها قبل الحرب. وحتى التحفيز النقدي الأعمق أصبح ممكناً، لكن من المحتمل أن يحدث في شكل خطوات أصغر، خاصة مع بدء مواجهة الأسعار لتهديدات جديدة.
ربما تكون السياسة المالية أحد المخاطر التي تواجه التضخم، حيث تعزز الحكومة الإنفاق على تدابير مكافحة الأزمات والبرامج الاجتماعية. وتراجع فائض الميزانية بشكل حاد إلى 482 مليار روبل (7.9 مليار دولار) بين شهري يناير ويوليو، حيث تقلص بنحو الثلثين عن الأشهر الستة الأولى من العام، بحسب وزارة المالية.
"مع تعافي الطلب الذي يفوق العرض، من المتوقع انتعاش ضغط الأسعار وتسارع التضخم الشهري مرة أخرى في أكتوبر. وسيساعد إنفاق من الميزانية في ذلك أيضاً، وسيؤدي إلى وقف إجراءات بنك روسيا التيسيرية في الربع الرابع". - ألكسندر إيساكوف، اقتصادي روسي
ما تقوله "بلومبرغ إيكونوميكس"
قالت تاتيانا أورلوفا، من مؤسسة "أكسفورد إيكونوميكس"، إنه بالنظر إلى ضعف الاستهلاك محلياً، فإن انخفاضات الروبل الشهر الماضي ليس لها تأثير يذكر على التضخم. وأوضحت أن "تجار التجزئة قلقون من رفع الأسعار لأن الطلب على سلعهم أصبح أكثر حساسية للسعر خلال فترة الركود".
حسّن بنك روسيا توقعات التضخم الشهر الماضي، ويتوقع الآن أن ينتهي العام بأسعار تتراوح بين 12% و15%، بانخفاض عن توقعاته السابقة بين 14% و17%. وارتفعت قيمة الروبل بنحو الربع مقابل الدولار مسجلة أفضل أداء على مستوى العالم لهذا العام، رغم تراجعه بنسبة 13% في يوليو.