تتّجه الميزانية الفيدرالية الأميركية نحو تسجيل أدنى عجز في أربع سنوات مع انتهاء الإنفاق على التحفيز المرتبط بالجائحة، وتمتّع الخزانة بتدفق قياسي للإيرادات، وفقاً لمكتب الميزانية في الكونغرس.
كحصة من الناتج المحلي الإجمالي، ستتقلص الفجوة إلى 3.9% في السنة المالية التي بدأت في الأول من أكتوبر، حسبما قالت الذراع غير الحزبية للهيئة التشريعية في توقعاتها طويلة الأجل يوم الأربعاء.
كما قال مكتب الميزانية في الكونغرس إن الإيرادات سترتفع إلى ما يقرب من خُمس الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، وهي واحدة من أعلى المستويات على الإطلاق، وسط زيادات في ضرائب الدخل الفردي. ويُشكِّل الإنفاق في هذه السنة المالية 23.5% من الناتج المحلي الإجمالي، أي أقل من العام الماضي، وهو سيستمر في الانخفاض على مدى السنوات العديدة المقبلة مع تضاؤل الإنفاق على الجائحة.
أبعد من ذلك، يُلاحظ زيادة الإنفاق بسبب ارتفاع نفقات الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي مع تقدّم السكان في السن.
من المتوقع أن يبلغ إجمالي ديون الأفراد 98% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية عام 2022، ومن المتوقع أن يبلغ متوسطه 110% خلال العقد التالي.
تباطؤ النمو
على المدى الطويل، يرى مكتب الميزانية في الكونغرس تباطؤ التوسع الاقتصادي في الولايات المتحدة، مع توقع نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بمتوسط معدل سنوي يبلغ 3.9% خلال العقود الثلاثة المقبلة، مقارنة بـ 4.5% خلال الثلاثين عاماً الماضية.
يرجع جزء من هذا الهبوط إلى انخفاض معدلات الخصوبة وشيخوخة السكان. ويزداد عدد سكان الولايات المتحدة بنسبة 0.3% فقط سنوياً إلى 369 مليون شخص إلى 2052، حسبما قال مكتب الميزانية في الكونغرس، أي ثلث معدل العقود الثلاثة الماضية. وبحلول عام 2043، يُقدِّر مكتب الميزانية في الكونغرس أن الهجرة ستُمثّل كامل النمو السكاني في الولايات المتحدة.
يُذكر أن عدد الأميركيين في سنوات العمل الرئيسية التي تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عاماً سيزداد بنسبة 4.6% في الثلاثين عاماً القادمة وسيُشكِّلون أكبر شريحة من السكان، بينما ترتفع نسبة مَن هم فوق 65 عاماً بنسبة 46% وسينخفض عدد اليافعين والأطفال.
كما تُؤثّر التوقعات الاقتصادية الأضعف أيضاً في تباطؤ نمو إنتاجية العمل، والذي يتوقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن يتوسع بمعدل سنوي متوسط يبلغ 1.3% فقط في العقود الثلاثة المقبلة، مقارنة بـ 1.5% في الثلاثين عاماً الماضية.