قال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي إنَّ التحدي الذي تواجهه البنوك المركزية في كبح جماح التضخم دون التسبب في ركود أصبح أكثر صعوبة، ولكنَّه ليس مستحيلاً.
قال بيير أوليفييه غورينشاس في "فضاءات تويتر" (Twitter Spaces) اليوم الأربعاء: "إنَّه مسار ضيق للغاية، وأعتقد أنَّه يصبح أكثر ضيقاً.. بالنسبة لدول مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة- أو منطقة اليورو، سيصبح الأمر صعباً بشكل متزايد، وليس مستحيلاً".
خفّض البنك المقرض لمواجهة الأزمات، الذي يقع مقره في واشنطن، يوم الثلاثاء، توقُّعاته للنمو العالمي لهذا العام والعام المقبل، محذراً من أنَّ الاقتصاد العالمي قد يكون قريباً على أعتاب ركود صريح. من المرجح أن يتباطأ التوسع الاقتصادي العالمي إلى 3.2% هذا العام، مقارنة بـ3.6% التي توقَّعها الصندوق في أبريل.
تلقت توقُّعات النمو الأميركي أكبر ضربة، حيث خفّض صندوق النقد الدولي توقُّعاته بـ1.4 نقطة مئوية مقارنة بتقديرات أبريل إلى 2.3%. من المقرر أن يقدم رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ عقود اليوم الأربعاء، إذ يحاول كبح التضخم الأكثر سخونة منذ 40 عاماً، مما يتسبب في اضطراب الأسواق المالية مع قلق المستثمرين من أنَّ الاحتياطي الفيدرالي قد يتسبّب في الركود.
أزمات الديون
مع ارتفاع ديون الاقتصادات الناشئة والنامية إلى أعلى مستوياتها على مدى عقود؛ فإنَّ زيادة تكاليف الاقتراض العالمية وانخفاض أسعار الصرف يزيدان من صعوبة خدمة الديون الدولارية.
قال غورينشاس عن الدول التي تعاني من ضائقة ديون: "نشهد زيادة كبيرة، خاصة بين البلدان ذات الدخل المنخفض..نتوقَّع أن عدداً من البلاد قد تحتاج إلى إعادة هيكلة ديونها في المستقبل، كما يعمل عدد منها بالفعل على هذا الأمر. من المرجح أن يزداد هذا الرقم، لذا سيكون من المهم للغاية محاولة تسهيل هذه العملية".
أفضل صناديق الأسواق الناشئة أداءً يُحذر من التخلف عن سداد الديون
أعاق الافتقار إلى التنسيق والشفافية والوضوح الخطة - المعروفة باسم الإطار المشترك - التي صاغتها مجموعة العشرين للاقتصادات الرائدة في أواخر عام 2020 لإعادة هيكلة ديون البلدان المعرضة لخطر التخلف عن السداد.
قال غورينشاس: "لم ننجح كما كان يمكن للمرء أن يأمل في التوصل إلى حل سريع لمناقشات إعادة هيكلة هذه الديون.. نحن بحاجة إلى تسهيل هذه العملية، نحن بحاجة إلى العمل على تحسينها".