نمت أرباح الشركات الصناعية في الصين خلال الشهر الماضي للمرة الأولى منذ مارس مع إعادة فتح المدن الكبرى مثل شنغهاي، وتراجع تأثير تفشي كورونا والإغلاقات الناجمة عنه على إنتاج المصانع وخدمات النقل اللّوجستية والمبيعات.
ارتفعت الأرباح الصناعية بنسبة 0.8% في يونيو مقارنةً بالعام السابق، بحسب ما أظهرت البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء يوم الأربعاء، لتصل مكاسبها خلال النصف الأول من العام إلى 1%.
انتعاش مستمر
يعود الفضل في ارتفاع الأرباح في يونيو إلى استمرار انتعاش الإنتاج والمبيعات، فضلاً عن "مزيد من التحسن في السلاسل الصناعية وسلاسل التوريد"، بحسب ما كتب كبير الإحصائيين تشو هونغ في بيان مرفق.
على الرغم من أنَّ الرقم الإجمالي كان إيجابياً؛ لكنَّ عدداً كبيراً من الشركات تكافح لرفع أرباحها. تراجعت أرباح الشركات الصناعية الأجنبية بنسبة 13.9% خلال الفترة الممتدّة من يناير حتى يونيو مقارنةً بالعام السابق، مما يُعتبر أفضل ولو بقليل من التراجع الذي سجلته خلال الأشهر الخمسة الأولى البالغ 16.1%.
في هذا الإطار، انخفضت أرباح الشركات الخاصة بنسبة 3.3% في النصف الأول من العام، وهو هامش أكبر من الانخفاض الذي شهدته في الفترة الممتدة من يناير إلى مايو. ومع ذلك؛ تسارع نمو الأرباح في الشركات الحكومية من 9.8% خلال شهر مايو لتصل إلى 10.2%.
رأي خبراء "بلومبرغ إيكونوميكس"
قال ديفيد تشو، خبير اقتصادي: "كان انتعاش قطاع الصناعة في الصين مع إعادة فتح شنغهاي بعد إغلاقها بسبب تفشي الجائحة، هو المحرك الرئيسي وراء رفع الأرباح الصناعية مرة أخرى فوق المستويات التي سجلتها العام السابق في يونيو. ومن المتوقَّع أن تواصل الأرباح ارتفاعها مع تمديد تعافي الإنتاج، على الرغم من أنَّ المكاسب الصغيرة في أسعار الجملة تشكل عائقاً أمامها".
في هذا السياق، أشار تشو إلى الصعوبات التي ما تزال بعض الشركات تواجهها في الإنتاج والتشغيل لأنَّ "البيئة الخارجية أصبحت أكثر تعقيداً وحدةً".
تحسّن الاقتصاد الصيني في يونيو بعد إعادة فتح شنغهاي التي تُعتبر المركز المالي والتجاري في الصين، بعد أن شلّ الإغلاق المفروض عليها في مارس الحركة في المدينة إلى جانب تخفيف القيود في عدة مدن أخرى.
ارتفع الناتج الصناعي بنسبة 3.9% في يونيو مقارنةً بالعام السابق، أي عبر ارتفاع بنسبة 0.7% عن المستوى الذي سجله في مايو. لكن من المرجح أن يؤدي تباطؤ المكاسب في أسعار المنتجين إلى تراجع الأرباح.
