هدّد سكرتير مجلس الأمن الروسي برد انتقامي وسط المواجهة المحتدمة مع الاتحاد الأوروبي بعد أن منعت ليتوانيا مرور البضائع الخاضعة للعقوبات إلى جيب كالينينغراد في البلطيق.
وقال نيكولاي باتروشيف، الحليف الوثيق للرئيس فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، في تعليقات للتلفزيون الرسمي من كالينينغراد، إن روسيا "سترد بالتأكيد على مثل هذه التصرفات العدائية"، وإن تدابير مناسبة ستُتخد قريباً وستكون "عواقبها لها تأثير سلبي خطير على سكان ليتوانيا".
قالت وزارة الخارجية في موسكو إنها استدعت سفير الاتحاد الأوروبي في روسيا، ماركوس إيدير، لإصدار "احتجاج قوي"، وطالبت بإعادة خدمات النقل على الفور إلى كالينينغراد، المحصورة بين ليتوانيا وبولندا، العضوتين في الناتو، وشكك الاتحاد الأوروبي في استدعاء إيدير، قائلاً إنه ذهب إلى الوزارة لتوضيح الإجراءات.
أسوأ أزمة أمنية
يأتي تصعيد المواجهة بعد أربعة أشهر من غزو بوتين لأوكرانيا في 24 فبراير والذي تسبب في أسوأ أزمة أمنية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، واستجابت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من خلال نشر أسلحة في أوكرانيا لمساعدة قوات كييف التي تقاتل لصد القوات الروسية، وفرضوا أيضاً عقوبات غير مسبوقة تُخضع الاقتصاد الروسي لضغوط متزايدة وسط نزوح جماعي للمستثمرين الأجانب.
تؤثر القيود التي دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي على ما يعادل نصف إجمالي البضائع العابرة المنقولة إلى كالينينغراد من خلال سكك حديدية تمر عبر ليتوانيا، وفقاً للسلطات المحلية في المقاطعة الروسية، ويستمر شحن البضائع عبر الجو والسفن إلى كالينينغراد، وهي منطقة ألمانية سابقة سيطر عليها الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية.
لم يوضح باتروشيف ما الإجراءات التي تدرسها روسيا لكن يبدو أن الانتقام العسكري غير مرجح لأنه قد يخاطر بمواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي لاسيما وأن كالينينغراد لا تواجه أي حصار، وأوقفت ليتوانيا واردات الكهرباء من كالينينغراد في مايو إذ قلّصت منطقة البلطيق الاعتماد على الكهرباء الروسية خلال الحرب، وفي أبريل، أعلنت أنها خفضت تدفقات الغاز من روسيا إلى الصفر.
وقف الشحنات
أوقفت الحكومة في فيلنيوس الشحنات العابرة تماشياً مع عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تمنع توريد الصلب ومنتجات حديدية أخرى من روسيا، وستتوسع القائمة لتشمل الإسمنت الشهر المقبل في إطار التدابير المتفق عليها في مارس.
قال حاكم كالينينغراد، أنتون عليخانوف، في خطاب فيديو على قناته على "تليغرام"، إن الضغط سيتكثف تدريجياً مع سريان حظر الاتحاد الأوروبي لشحنات الفحم من روسيا في أغسطس ولإمدادات البنزين والديزل بعد عدة أشهر، ومع ذلك، سعى إلى التقليل من شأن التأثير، قائلاً إن الإمدادات يُعاد توجيهها بواسطة السفن من سانت بطرسبرغ، ومن المقرر أن تغادر أول سفينة بضائع يوم الجمعة المقبلة.
وقالت إنغريدا سيمونيته، رئيسة الوزراء الليتوانية: "لا يوجد حصار لكالينينغراد.. وتمرّ جميع البضائع الأخرى غير الخاضعة لعقوبات أو التي لم تخضع بعد لعقوبات، وكذلك ينتقل المسافرين بموجب ترتيبات خاصة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وليتوانيا".
مع ذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية مبعوث ليتوانيا إلى موسكو، الإثنين الماضي، من أنها قد "تتصرف لحماية مصالحها الوطنية" في حال عدم رفع الحظر على النقل بالسكك الحديدية.
وقال وزير الدفاع الليتواني، أرفيداس أنوساوسكاس، إن روسيا "قد تواصل تخويف الدول الأوروبية بقدراتها العسكرية، لكن دعونا لا نفقد القدرة على رؤية الفرق بين المعلومات المضللة والدعاية والاحتمالات الحقيقية".
أفادت وكالة أنباء انترفاكس الروسية أن الأسطول الروسي في بحر البلطيق، والذي أجرى للتو 10 أيام من التدريبات العملياتية واسعة النطاق، أعلن يوم الثلاثاء أنه سيجري تدريبات تتضمن نيران مدفعية وزرع ألغام ومهمات مضادة للغواصات في خليج فنلندا.
قال فيودور لوكيانوف، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، الذي يقدم المشورة للكرملين، إن الوضع "مؤلم للغاية" بالنسبة لروسيا لأن عقوبات الاتحاد الأوروبي تؤثر الآن على سيادتها على كالينينغراد.