انتكاسة اقتصاد بكين في مايو بعيداً عن قيود الإغلاق

راكبو دراجات في أحد شوارع العاصمة الصينية، بكين. في ظل تراجع الإيرادات العامة، تجد السلطات نفسها أمام خيارين: إما زيادة عبء الديون الثقيل، أو القبول بنمو اقتصادي أضعف - المصدر: بلومبرغ
راكبو دراجات في أحد شوارع العاصمة الصينية، بكين. في ظل تراجع الإيرادات العامة، تجد السلطات نفسها أمام خيارين: إما زيادة عبء الديون الثقيل، أو القبول بنمو اقتصادي أضعف - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعرّض اقتصاد العاصمة الصينية بكين لانتكاسة شديدة في مايو، الذي شهد مكافحة قوية لتفشي فيروس كوفيد، في إشارة إلى أنَّ القيود الحكومية لاحتواء الفيروس ما يزال لها تأثير كبير على الرغم من أنَّ العاصمة تمكّنت من تجنب الإغلاق الكلي للمدينة كما حدث في شنغهاي.

أظهرت بيانات من مكتب الإحصاء المحلي أنَّ مبيعات التجزئة في بكين تراجعت بنحو 26% في مايو مقارنة بشهر مايو من العام السابق. وهو أسوأ من أي ولاية أخرى على مستوى المقاطعات التي نشرت بيانات شهرية حتى الآن باستثناء شنغهاي، حيث انخفض الإنفاق بنحو 37%.

انخفض الإنتاج الصناعي في العاصمة بكين بنسبة 40% تقريباً في مايو، وهو أسوأ من انخفاض شنغهاي الذي تراجع بنسبة 28% تقريباً. وألقت بكين باللوم في الانخفاض على تفشي كوفيد وعلى قاعدة مقارنة عالية في العام الماضي، وفقاً لبيان صادر عن مكتب الإحصاء.

يُذكر أنَّ شنغهاي استفادت من تشجيع الحكومة المركزية لإبقاء المصانع تعمل أثناء الإغلاق.

مستهدفات النمو

نشرت حوالي 14 من 31 مقاطعة ومدينة في الصين بعض بيانات الأنشطة في مايو حتى الآن، ولم تنشر القوى الاقتصادية بياناتها بعد، بما في ذلك جيانغسو وغوانغدونغ. تستند البيانات إلى إحصاءات حكومية وحسابات "بلومبرغ نيوز".

تشير الأرقام إلى أنَّه في حين أنَّ بكين لم تفرض إغلاقاً صارماً قيّد كل مقيم في منزله بالطريقة التي فعلت بها شنغهاي؛ إلا أنَّ القيود الصارمة المفروضة على الفيروس في العاصمة ما تزال توجه ضربة قوية للاقتصاد. طبّقت بكين اختبارات كوفيد الإلزامية للعديد من السكان، بالإضافة إلى إغلاق الشركات، وإغلاق متقطع لاحتواء تفشي الفيروس، مما أضعف الإنفاق الاستهلاكي والأنشطة الاقتصادية الأخرى.

تساهم بكين وشنغهاي بجزء كبير من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد: 3.5% و 3.8%، على التوالي، في عام 2021. وهذا يجعل أي انكماش اقتصادي طويل الأمد بأي منهما مصدر قلق كبير لبلد استهدف نمواً بنحو 5.5% لهذا العام.

يعتقد العديد من الاقتصاديين أنَّ الصين ستقلل من مستهدفاتها بمتوسط ​​تقدير يبلغ 4.3% للنمو لعام 2022.

كان هناك بالفعل بعض التحسن في شنغهاي في مايو، حيث تم تخفيف إجراءات الإغلاق تدريجياً قبل إعادة الفتح في يونيو. وفي حين ظل الاقتصاد في حالة انكماش؛ تقلص الانخفاض في الناتج الصناعي من انخفاض بنسبة 62% في أبريل، وكان الانخفاض في مبيعات التجزئة أقل من نسبة 48% المحققة في أبريل. ومع ذلك؛ تراجعت شنغهاي وبكين عن إلغاء بعض القيود في يونيو لاحتواء تفشي كوفيد.

امتدت انتكاسة اقتصاد بكين المحلي أيضاً إلى الاستثمار في الأصول الثابتة، والذي نما بنسبة 2.8% فقط من يناير إلى مايو - أقل بكثير من الزيادة الوطنية البالغة 6.2%. كانت هذه أيضاً ثاني أسوأ قراءة بين الاقتصادات المحلية التي نشرت البيانات حتى الآن، بعد شنغهاي، التي شهدت انخفاض الاستثمار بنسبة 21.2% في هذه الفترة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك