سيُدعى مسؤولو البنك المركزي الأوروبي للتوقيع على إعادة استثمار مشتريات السندات التي أُجريت في إطار البرنامج الطارئ لشراء الأصول إبان الجائحة، المتوقف الآن، في ما يُعَدّ استجابة للأزمة التي أشاروا إليها في قرارهم الأسبوع الماضي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
يعقد صانعو السياسة النقدية اجتماعاً طارئاً يبدأ في الساعة 11 صباحاً في فرانكفورت، سيستمر نحو ساعتين، لدراسة كيفية التحرك في ظل زيادة عوائد السندات الإيطالية باستخدام هذا الإجراء، على حد قول الأشخاص الذين امتنعوا عن الكشف عن هوياتهم نظراً إلى سرية المناقشات.
لم يعلم الأشخاص ما إذا كان يمكن أن ينظر مجلس الحكم في إجراءات أخرى.
من جانبه، رفض متحدث باسم البنك المركزي الأوروبي التعليق على موضوع الاجتماع عندما اتصلت به "بلومبرغ".
أزمة العوائد
ارتفعت السندات الإيطالية اليوم الأربعاء مع ظهور أنباء الاجتماع الطارئ. وكانت العوائد على ديون البلاد قد ارتفعت في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أكثر من 4% للمرة الأولى منذ عام 2014، في الوقت الذي كانت فيه المنطقة لا تزال منغمسة في أزمة الديون السيادية.
قال كريستوف ريجر، رئيس استراتيجية معدل الفائدة الثابت في "كومرتس بنك"(Commerzbank): "التضخم يصنع الفارق هذه المرة.. لا يمكن للبنك المركزي الأوروبي ببساطة ضخ الأموال لحل المشكلة في الوقت الذي توجد بالفعل الحاجة إلى تشديد نقدي وعوائد أعلى".
المستثمرون غير مقتنعين حتى الآن بأن البنك المركزي الأوروبي يمكنه رفع تكاليف الاقتراض لمكافحة التضخم غير المسبوق في منطقة اليورو، مع إبقاء العوائد بين أعضاء الكتلة الأكثر ضعفاً تحت المراقبة. يمكن أن يؤدي الرفع المحتمل من قِبل الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في وقت لاحق من اليوم إلى زيادة التوتر.
استطلاع "بلومبرغ": "المركزي الأوروبي" قد يكرر رفع أسعار الفائدة 25 نقطة بعد سبتمبر
خيبة أمل
رغم التقلب الذي شهدته السندات الحكومية لبعض الوقت، لم يخصص البنك المركزي الأوروبي حتى الآن سوى عمليات إعادة الاستثمار من البرنامج الطارئ لشراء الأصول إبان الجائحة لتحقيق الاستقرار، في ما يعتبره اضطراباً غير مبرر في السوق. شعر المستثمرون ببعض خيبة الأمل عندما لم يكشف المسؤولون النقاب عن أداة جديدة في اجتماع السياسة النقدية الأسبوع الماضي.
أسوأ توقعات "المركزي الأوروبي" قد تكون مبالغة في التفاؤل مقارنة بغيرها
قال صانعو السياسات في البنك المركزي الأوروبي بعد قرارهم يوم الخميس: "في حالة تجدد انقسام السوق بسبب الوباء، يمكن تعديل إعادة استثمار سندات البرنامج الطارئ لشراء الأصول إبان الجائحة، وفئات الأصول، والدول، بمرونة في أي وقت.. يمكن أيضاً استئناف المشتريات الصافية في إطار برنامج المشتريات الطارئة، إذا لزم الأمر، لمواجهة الصدمات السلبية المتعلقة بالوباء".
سيبدأ المجلس اليوم الأربعاء "مناقشة ظروف السوق الحالية"، وفقاً لمتحدث باسم البنك المركزي الأوروبي. قد يتبع ذلك بيان.
خط الدفاع الأول
قال أولريك كاستينز، الخبير الاقتصادي في "دي دبليو إس إنترناشيونال"(DWS International): "نتوقع التزاماً شفهياً قوياً من البنك المركزي الأوروبي بأنه لن يتسامح مع أي تشعب داخل منطقة اليورو.. من المرجح أن يركز البنك المركزي الأوروبي على قدر أكبر من المرونة الملموسة لإعادة الاستثمار كخط دفاع أول.. يمكن أن يسهم هذا في تهدئة السوق".
من جهتها، أشارت عضو المجلس التنفيذي إيزابيل شنابل، المسؤولة عن عمليات السوق في البنك المركزي الأوروبي، عشية الاجتماع إلى أن أي استجابة لذعر سوق السندات ستأتي عند الحاجة، وستعتمد على الموقف المحدد الذي يواجهه المسؤولون.
ومع ذلك فقد تعهدت بأن البنك المركزي الأوروبي لن يتسامح مع "التغييرات في شروط التمويل التي تتجاوز العوامل الأساسية والتي تهدد انتقال السياسة النقدية"، مضيفة أن التزام تجنب الانقسام "ليس له حدود".
تتسق هذه التصريحات مع وعد رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي الشهير لعام 2012 بفعل "كل ما يتطلبه الأمر" لإنقاذ اليورو. وسلّطت شنابل الضوء على برنامج البنك المركزي الأوروبي الطارئ لشراء الأصول إبان الجائحة الذي أُنشئ تحت إشراف دراغي بوصفه مثالاً على قدرة صانعي السياسات على الاستجابة لأنواع مختلفة من ضغوط السوق.
تأتي عاصفة السندات في الوقت الذي يستعدّ فيه البنك المركزي الأوروبي لإنهاء ثماني سنوات من معدلات الفائدة السلبية بدورة "مستدامة" من الزيادات المخطط لها، اعتباراً من يوليو، بما في ذلك تحرك محتمل بمقدار نصف نقطة في سبتمبر. وتخطط لإنهاء صافي المشتريات في إطار برنامج شراء السندات طويل الأمد في بداية الشهر المقبل.
لاغارد: "المركزي الأوروبي" قد يرفع الفائدة في يوليو لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات
كان من المقرر أن يلقي عديد من أعضاء مجلس الإدارة كلمة اليوم الأربعاء. أُلغيت تصريحات رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناجيل في الساعة 11:15 صباحًا في ميلانو، وكذلك تصريحات رئيس بنك إسبانيا بابلو هيرنانديز دي كوس في الساعة 2:30 مساءً.
وكانت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية أول من نقلت عن اجتماع اليوم الاستثنائي.