لا يمكن لسريلانكا المفلسة الاستفادة من خط ائتمان بقيمة 1.5 مليار دولار من بكين، نظراً لأن الصينيين يشعرون بالقلق أن صندوق النقد الدولي قد يفرض تأخيراً في سداد القروض.
قال إندراجيت كوماراسوامي، الذي يقدم المشورة للحكومة السريلانكية، خلال فعالية نظمها البنك المركزي، اليوم الخميس: "هناك شرط فيما يتعلق بتوفير تكلفة الاستيراد الضرورية خلال أشهر، حتى نتمكن من الاعتماد على تلك الأموال".
من الصعب على الصينيين التنازل عن الشرط "نظراً لأن هذا خط ائتمان مدته ثلاث سنوات، فقد يطلق عليها اسم قرض، وقد يمارس صندوق النقد الدولي وآخرون ضغطاً لإدراجه في أرصدة الديون التي نعيد جدولتها، وبالتالي من الواضح أن ذلك سيكون في غير صالح الصينيين"، وفقاً لـ"كوماراسوامي".
تريد الهند، وهي الدولة الدائنة والجارة لسريلانكا والمنافسة للصين، من صندوق النقد الدولي أن يعامل بكين على قدم المساواة مع الدائنين الآخرين. في الوقت ذاته، استخدمت الهند قمة رباعية مؤخراً، لمطالبة اليابان أيضاً بمساعدة سريلانكا. والرباعية هي مجموعة غير رسمية تضم الهند واليابان والولايات المتحدة وأستراليا، وهدفها غير المعلن هو احتواء قوة الصين.
أكد "كوماراسوامي" أن "هناك بعض المؤشرات على أن الحكومة اليابانية قد تكون الآن أكثر استعداداً لتقديم التمويل المرحلي". وصرح رئيس الوزراء، رانيل ويكرمسينغ سابقاً لـ"بلومبرغ" أن نسبة القروض من اليابان والصين متساوية، لكن أسعار الفائدة الصينية أعلى.
تعتبر القروض المرحلية ضرورية للدولة الجزيرة من أجل دفع تكاليف الغذاء والوقود، حيث يؤدي النقص الحاد لصعود التضخم إلى 40%. وتخلفت سريلانكا عن سداد المستحقات، بينما تسعى للحصول على مساعدات سريعة وتسهيل تمويل ممتد لفترة أطول من صندوق النقد الدولي، لكن يجب أولاً أن تظهر أنها اتخذت خطوات لتقليل عبء ديونها الحالية.
أفاد "كوماراسوامي" أن سريلانكا تتوقع التوصل لاتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي في وقت مبكر خلال يونيو، الأمر الذي لن يعني أنه سيتم صرف الأموال، لكن يمكن أن يزيد الثقة في الأصول المالية للبلاد، موضحاً أن المهمة الأولى هي الاتفاق على خط أساس لتحليل القدرة على تحمل الديون، في ظل استمرار المفاوضات، وهي الخطوة التي بمجرد إتمامها ستحتاج سريلانكا إلى تحديد نوع العرض الذي تقدمه للدائنين.
أضاف "كوماراسوامي": "لذلك سيستغرق الأمر بضعة أشهر، وبالنظر إلى حقيقة أن احتياطياتنا اقتربت من الصفر تقريباً، فإننا بحاجة إلى إيجاد بعض السبل لتعبئة الموارد المالية".