هل الركود قادم؟ احذر بيانات إعانة البطالة

رجل ينظر إلى هاتفه أمام مكاتب وزارة العمل في ولاية نيويورك. أعداد غير مسبوقة من الأمريكيين حصلوا على إعانات بطالة خلال فترة تفشي وباء "كوفيد-19" - المصدر: بلومبرغ
رجل ينظر إلى هاتفه أمام مكاتب وزارة العمل في ولاية نيويورك. أعداد غير مسبوقة من الأمريكيين حصلوا على إعانات بطالة خلال فترة تفشي وباء "كوفيد-19" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

هل سيؤدي التضخم، أو الجهود المبذولة لاحتوائه، إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة؟ عندما تظهر مثل تلك المخاوف، يبدأ الناس في التركيز على طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، باعتبارها مؤشراً مبكراً لمعدل تسريح العمال، الذي قد ينذر بركود أوسع.

اقرأ أيضاً: سوق الوظائف الأمريكية تزداد قوة والبطالة تستقر عند 3.6% في أبريل

لكن، يجب أن يكونوا حذرين، إذ إن أرقام طلبات إعانة البطالة قد تكون مقياساً خاطئاً، يمكن أن يكون قد انحرف بشكل خاص بسبب جائحة "كورونا".

تذهب إعانات البطالة فقط إلى أولئك الذين يستوفون معايير محددة، إذ يجب أن يكونوا عاطلين عن العمل من دون أن يكونوا قد تسببوا هم أنفسهم بفقدانهم لوظائفهم، وأن يكون لديهم سجل عمل كاف، وأن يكونوا أيضاً مستعدين وقادرين على العمل.

اقرأ المزيد: تصدعات في الاقتصاد الأمريكي تلوح وسط تحذيرات من الركود

على مدى 70 عاماً الأخيرة، انخفضت نسبة العاطلين عن العمل الذين يتلقون مدفوعات بالفعل من حوالي النصف إلى الثلث تقريباً، رغم زيادة نسبة من يخسرون وظائفهم، على عكس أولئك الذين يتركونها بإرادتهم.

لماذا يحدث هذا التراجع؟ على عكس الضمان الاجتماعي، الذي تديره الحكومة الفيدرالية، تتم إدارة التأمين ضد البطالة على مستوى الولاية. ولضمان الحصول على تمويل كاف، يجب على الولايات فرض ضريبة لا تفضلها الشركات، خصوصاً أنها تزداد كلما زاد عدد الموظفين الذين يتركون العمل وينجحون في تقديم طلبات إعانة البطالة.

الضرائب وإعانة البطالة

يتردد المسؤولون في زيادة الضرائب، ويختارون في المقابل خفض إعانات البطالة والحد من الوصول إليها، حتى وصل الأمر قبل تفشي الوباء، إلى عدم تكليف العاطلين عن العمل أنفسهم، عناء تقديم طلبات للحصول على إعانة البطالة.

لكن، هذا الوضع تغيّر تماماً مع تفشي فيروس "كورونا"، والذي تسبب في خسارة 22 مليون شخص وظائفهم. أقرّ "الكونغرس" -الذي قام بمحاولتين فاشلتين للإصلاح على مدى سنوات- بسرعة قانون المساعدة والإغاثة من الجائحة، والذي وسّع نطاق من يستحقون الإعانة، مضيفاً كذلك مبلغ 600 دولار إلى المدفوعات الأسبوعية.

كان عام 2020 بمثابة حملة توعية عامة وواسعة النطاق بشأن التأمين ضد البطالة، حيث تقدمت أعداد غير مسبوقة ممن جرى تسريحم أو مُنحوا إجازات غير مدفوعة، للحصول على الإعانات.

ماذا تعلمنا التجربة

السؤال المطروح اليوم هو: كيف تؤثر تلك التجربة على احتمال سعي الناس للحصول على إعانات، في ظل أي انكماش اقتصادي جديد؟ إذا كانوا يعرفون أشخاصاً نجحوا في تقديم طلبات إعانة البطالة في عام 2020، ربما يزداد احتمال سعيهم لتجربة ذلك، ما يعني أن أي زيادة مفاجئة في تسريحات العمال، ستؤدي إلى أرقام طلبات أكبر مما اعتاد الاقتصاديون على رؤيته. أو ربما سيترددون في تقديم طلباتهم عندما يتذكرون الطوابير الطويلة، والمكالمات الهاتفية غير المجدية، وأنظمة الكمبيوتر المعطلة، والطلبات التي لا تنتهي، وأخطاء الحساب، وعدم اليقين المستمر بشأن حجم ومدة الإعانات، وفي هذه الحالة سيتم تجنب تقديم طلبات إعانة البطالة. أو ربما أيضاً، قد يعود هؤلاء إلى عاداتهم ما قبل الجائحة، ويفترضون أنهم غير مؤهلين للحصولة على الإعانة.

على سبيل المثال، ما هو العدد المتوقع للعمال الذين يمكن أن يفوا بمتطلبات الحصول على إعانة البطالة، وهو أمر يختلف من ولاية إلى أخرى؟

لذلك لا تهتم كثيراً بقراءة البيانات الأسبوعية لطلبات إعانة البطالة. فما تشير إليه هذه البيانات، يعتمد بشكل كبير على كيفية تأثير الوباء على نفسية العامل، وتصبح النتيجة الوحيدة المتسقة لتلك البيانات، أنه تم السماح بتقليص دور البرنامج بمرور الوقت.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

الآراء الأكثر قراءة