فرض محافظ البنك المركزي السريلانكي ضوابط أكبر على رأس المال، وهدد بالاستقالة من منصبه إذا فشل السياسيون في إعادة الاستقرار إلى الدولة التي تعاني من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الاستقلال.
قال المحافظ ناندالال ويراسينغ، ضمن بيان مقتضب في كولومبو، الأربعاء: "قبلت بهذا المنصب، وأنا أتوقَّع تحقيق الاستقرار السياسي، لكن مرّ أكثر من شهر الآن دون إحراز أي تقدّم. لا أرغب في الاستمرار كحاكم للبنك المركزي إذا لم يتحقق هذا الاستقرار".
سريلانكا تتخلّف عن سداد ديون خارجية لتوفير النقد الأجنبي لاستيراد الغذاء
يأتي ذلك التهديد عقب أحداث العنف السياسي التي استمرت لأيام، وشهدت وقوع اشتباكات بين الجماعات المؤيدة والمعارضة للحكومة. كما استقال رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا، يوم الإثنين، وتم حل حكومته.
تدابير إنقاذ
يعد تشكيل حكومة جديدة أمراً ضرورياً لضمان موافقة صندوق النقد الدولي على منح قرض للبلاد، أو الحصول على القروض المرحلية التي تشتد الحاجة إليها من الدول المستعدة لإنقاذ سريلانكا، بعدما أصبحت الدولة على شفا الإفلاس.
"موديز" تخفِّض التصنيف الائتماني لسريلانكا بسبب تخلف عن السداد
ومن أجل تقييد معاملات السوق السوداء؛ تخطط السلطة النقدية لإصدار إرشادات توجيهية للبنوك حول حركة أسعار صرف العملات الأجنبية، بما في ذلك نطاق تداول يومي للروبية مقابل الدولار، بحسب ما قال ويراسينغ. ومن المقرر إصدار توجيهات العمل يوم الخميس.
يرى سوراف أناند، المحلل الاقتصادي لمنطقة جنوب آسيا في بنك "ستاندرد تشارترد" أنَّ الأمر "يبدو وكأنَّه ربط مُدار للعملات، والذي سيخضع بدوره للمراجعة على أساس يومي. لذا –وعلى عكس النظام السابق الذي شهد تثبيت قيمة العملة على 203 روبيات مقابل الدولار- ستتم هذه المرة مراجعة سعر الصرف على أساس يومي".
"النقد الدولي": أجرينا محادثات "مثمرة" مع سريلانكا بخصوص قرض
تراجعت الروبية بنسبة 0.1% لتصل بذلك إلى 365.45 مقابل الدولار يوم الأربعاء، كما هبطت السندات السريلانكية المستحقة في 2030 ذات العائد 7.55% إلى مستوى قياسي منخفض، وجرى تداولها عند 38.5 سنت لكل دولار مع إطلاق ويراسينغ لتصريحاته.
غضب جماهيري
يأتي بيان محافظ البنك المركزي المقتضب وسط الأحداث السياسية المثيرة الجارية في الدولة الجنوب آسيوية، والتي شهدت استقالة رئيس الوزراء بعدما أدى الغضب الجماهيري من سوء الإدارة الاقتصادية إلى تأجيج العنف السياسي. كما أُضرمت النيران في منزل أجداد عائلة راجاباكسا الحاكمة بمقاطعة هامبانتوتا الجنوبية، وقُتل 8 أشخاص على الأقل.
أردف ويراسينغ: "الوضع سيزداد سوءاً قبل عودة الأمور إلى طبيعتها".
تراجعت احتياطات سريلانكا من النقد الأجنبي بنسبة 4.7% في أبريل، لتبلغ بذلك 1.8 مليار دولار، مقارنة بإجمالي ديون مستحقة هذا العام تناهز 7 مليارات دولار. وأوقفت الحكومة بالفعل سداد مدفوعات الديون الأجنبية، كما أرجأت المحادثات في انتظار إعادة هيكلة القرض. وستحتاج الدولة إلى 4 مليارات دولار تقريباً على مدى الأشهر الثمانية المقبلة للدفع مقابل استيراد الضروريات.
خلال العام الحالي وحده، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بنحو 850 نقطة أساس لمحاربة التضخم الذي تسارع إلى مستوى قياسي يبلغ 30% تقريباً في أبريل الماضي.