دمرت استراتيجية "صفر كوفيد" الصينية الصارمة ثقة الشركات الأجنبية، حيث تعكف الشركات الأمريكية في الصين على خفض استثماراتها وتقليص توقُّعاتها بشأن الإيرادات، حيث أثّرت الإغلاقات بسبب تفشي "كوفيد" على العمليات وسلاسل التوريد.
أكثر من نصف 121 شركة استطلعت غرفة التجارة الأمريكية في الصين آرائها إما قلصت الاستثمارات في الدولة أو أجلتها، بينما خفضت حوالي 60% منها توقعاتها للدخل العام الجاري بعد أحدث موجات تفشي، وفقاً لبيان.
وقال كولم رافيرتي، رئيس الغرفة، في بيان: "ندرك أنَّ الصين تختار إعطاء الأولوية للصحة والسلامة قبل أي شيء آخر، لكنَّ الإجراءات الحالية تقوّض ثقة الشركات الأمريكية في الصين" كما أنَّ "الوضع الصعب بالفعل مستمر في التدهور"، مشيراً إلى أنَّ الشركات "لا ترى أي ضوء في نهاية النفق".
أدّت مجموعات الفيروسات الجديدة التي ظهرت في جميع أنحاء الصين منذ مارس الماضي إلى إجراءات إغلاق صارمة، مما تسبّب في انكماش حاد في الأنشطة الاقتصادية، وتباطؤ في نمو الصادرات. وفي حين تعهّد كبار المسؤولين بدعم الاقتصاد؛ لكنَّهم دافعوا أيضاً عن استراتيجية "صفر كوفيد" التي تسعى إلى التقليص الكامل لجميع الإصابات.
بحسب نتائج الاستطلاع الذي تم إجراؤه بين 29 أبريل و5 مايو؛ فإنَّ أكثر من 15% من الشركات الأمريكية التي لديها عمليات في شنغهاي، والتي وُضِعت تحت الإغلاق لأكثر من شهر، أشارت إلى أنَّ أعمالها ما تزال مُغلقة بالكامل.
وقال ما يقرب من 60% من الشركات التي شملها الاستطلاع، والتي لديها عمليات في جميع أنحاء الصين، إنَّ قدرات الإنتاج تباطأت أو انخفضت بسبب نقص الموظفين، أو صعوبة الحصول على الإمدادات، أو الإغلاق بأمر من الحكومة.
وفي حين أنَّ ما يقرب من رُبع الشركات التي شملها الاستطلاع قالت إنَّ إجراءات السياسة الصينية الأخيرة لتحسين الخدمات اللوجستية كان لها تأثير إيجابي على عملياتها، سجّلت 41% أخرى استمرار الضرر الناجم عن اضطرابات سلسلة التوريد.
توقَّع أكثر من 70% من الشركات تضرر الإيرادات أو الأرباح إذا استمرت سياسة السيطرة على "كوفيد" الحالية حتى العام المقبل. كما تنبّأ أكثر من نصفها بتقليص الاستثمار وفقدان الموظفين المغتربين في هذا السيناريو، وفقاً للمسح.
أظهر المسح أنَّ أكثر من ربع الشركات فقد ما يزيد عن 30% من طاقم عملها الأجنبي في الصين بسبب قيود "كوفيد" وتدابير الحجر الصحي منذ بداية الوباء. وقال أكثر من نصف الشركات المستجيبة إنَّ تعامل الدولة مع الوباء أدى إلى تأثير ما بين متوسط وحاد في قدرتهم على جذب العمالة الأجنبية الماهرة والاحتفاظ بها.
وقال 40% من الشركات إنَّها غير راضية عن إدارة الصين للوباء، وكانت أكبر الشكاوى تتمثل في طول فترة الحجر الصحي، والقيود على السفر إلى الدولة، ونقص الرحلات الجوية، وفق المسح.
