وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جدة يوم الخميس في أول زيارة له للسعودية منذ 2017 بعد جهود مكثفة من البلدين لإصلاح علاقاتهما التي شابها التوتر في السنوات القليلة الماضية.
وتمثل زيارة أردوغان، التي قال مكتبه إنها كانت بناء على دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان، تتويجاً لجهود أنقرة المستمرة منذ شهور لإصلاح العلاقات مع الرياض، والتي شملت إسقاط محاكمة بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
طلبت الرياض من أنقرة الشهر الماضي تسلُّم قضية مقتل خاشقجي، التي كانت مستمرة في تركيا، ووافقت أنقرة هذا الشهر على الطلب السعودي ووقفت القضية وأحالتها إلى الرياض.
ذكرت الرئاسة التركية أن أردوغان سيبحث في اجتماعات خلال الزيارة علاقات أنقرة مع المملكة، وكذلك سبل زيادة التعاون، حسب وكالة "رويترز".
يتطلع الرئيس التركي إلى تعزيز التجارة وجذب الاستثمار من دول الخليج الغنية بالنفط، وذلك في إطار مساعيه لدعم الاقتصاد التركي المتعثر مع اقتراب انتخابات عام 2023.
في يونيو الماضي، دعا أردوغان إلى علاقة شراكة بين بلاده وكلّ من مصر ودول الخليج العربية، تنطوي على "فائدة متبادلة"، قائلاً في مقابلة مع قناة "تي آر تي" التليفزيونية الحكومية إنّ بلاده تأمل في زيادة تعاونها مع مصر ودول الخليج إلى أقصى حدّ، "على أساس نهج يحقق الفائدة للجميع".
يأتي هذا فيما تراجع التبادل التجاري بين السعودية وتركيا لأدنى مستوياته في 10 أعوام، كما سجلت واردات المملكة من تركيا أدنى مستوياتها في 38 عاماً.
التجارة ومجالات الاستثمار
توترت العلاقات بين البلدين بعد قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، إذ اتهم أردوغان "أعلى مستويات" الحكومة السعودية بإصدار الأوامر بقتله، لكن أنقرة خففت حدة تصريحاتها كثيراً منذ ذلك الحين.
ناقش وزير المالية التركي نور الدين نباتي، أمس الأربعاء، سبل تحسين التعاون الاقتصادي مع السعودية خلال اجتماع عبر الإنترنت مع نظيره السعودي محمد الجدعان، حسب ما قاله نباتي على "تويتر"، مضيفاً أنهما تبادلا أيضاً وجهات النظر في ما يتعلق بالتجارة ومجالات الاستثمار.
أطلقت الإمارات وتركيا رسمياً محادثات بشأن اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة من المتوقع أن تضاعف التجارة بين البلدين، حسب ما أعلنه وزير الدولة الإماراتي لشؤون التجارة ثاني بن أحمد الزيودي في تغريدة على "تويتر" يوم الثلاثاء.
كتب الزيودي بعد اجتماع مع وزير التجارة التركي محمد موش: "تبادلنا الرؤى حول الإمكانات الهائلة التي ستحققها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية عبر خفض الرسوم الجمركية وتحفيز تدفق البضائع والاستثمارات وإزالة العوائق التجارية، بما يمهد لحقبة جديدة من التعاون البنّاء".