أظهرت بيانات نمو الاقتصاد الصيني بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الأول تحقيق زيادة 4.8% على أساس سنوي، لكن خطر حدوث تباطؤ حادّ خلال الأشهر المقبلة ارتفع مع تسبب قيود فيروس كورونا والحرب في أوكرانيا في خسائر فادحة.
تسببت القيود وعمليات الإغلاق الهادفة إلى احتواء أسوأ تفشٍّ لـ"كوفيد" في الصين منذ عام 2020 إلى ضرب الاقتصاد وشلل الإنتاج في المدن الكبرى مثل شنغهاي، وتوقف إنفاق ملايين الأشخاص العالقين في منازلهم.
كان التباطؤ في النشاط واضحاً في مؤشرات مارس، التي أظهرت تضرر الطلب بشكل حادّ.
كان استطلاع أجرته وكالة "رويترز" لآراء المحللين أمس قد توقع نمو الناتج المحلي الإجمالي 4.4% في الفترة من يناير إلى مارس مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً وتيرة الربع الرابع التي بلغت 4%.
ارتفع الناتج المحلي الإجمالي على أساس ربع سنوي 1.3% في الفترة من يناير إلى مارس، مقارنة مع التوقعات بارتفاعه 0.6% وزيادة منقحة 1.5% في الربع السابق.
مخاطر عالمية
تؤدي المخاطر العالمية المتزايدة من الحرب في أوكرانيا وعمليات الإغلاق الواسعة الناجمة عن "كوفيد-19" وضعف سوق العقارات إلى خنق ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويقول بعض الاقتصاديين إنّ مخاطر الركود آخذة في الازدياد.
أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين اليوم الاثنين أن البر الرئيسي سجل 23460 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا يوم الأحد منها 2742إصابة مصحوبة بأعراض و20718 بدون أعراض.
قال مركز شنغهاي المالي في الصين إن ثلاثة أشخاص مصابين بفيروس "كوفيد-19" تُوفّوا أمس الأحد في أول مرة يجري فيها الإعلان عن وَفَيَات بين مرضى فيروس كورونا خلال التفشي الحالي .
سجّلت المدينة 19831 إصابة يومية جديدة غير مصحوبة بأعراض لـ"كوفيد-19" يوم الأحد، بانخفاض عن 21582 إصابة في اليوم السابق، وبلغت الإصابات الجديدة المصحوبة بأعراضٍ 2417 حالة، انخفاضاً من 3238 حالة.
إعفاءات ضريبية
في مارس الماضي أعلنت بكين عن تخفيضات ضريبية بقيمة 2.5 تريليون يوان (393.3 مليار دولار). ويُعَدّ العام الحالي هو العام الخامس على التوالي الذي تقرّ فيه البلاد مثل هذه التخفيضات، التي وصلت قيمتها الإجمالية إلى أكثر من 9.7 تريليون يوان. وعند قياسها حسب سعر الصرف الحالي فإن هذه التخفيضات تتجاوز حاجز تلك التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في عام 2017، والتي تبلغ 1.5 تريليون دولار.
في مؤتمر صحفي عُقد في ختام المؤتمر الشعبي الوطني السنوي في 11 مارس الماضي، وصف رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ التخفيضات الضريبية بأنها أفضل سُبل تعزيز النمو، مشبهاً إياها بـ"الأسمدة التي توضع بشكل مباشر على الجذور" بالنسبة إلى الاقتصاد.