أشاد قسم الأبحاث العالمية في بنك HSBC بنجاح سنغافورة وفيتنام في السيطرة على فيروس كورونا العام الماضي، مُرجِّحاً أن تحافظ الدولتان على هذا الإنجاز في 2021، وأن تكونا من الأنجح عالمياً لناحية السيطرة على الجائحة.
وأشار جوزيف إنكالكاتيرا، الخبير في "إتش إس بي سي غلوبل ريسيرش" إلى أنه "في الوقت الذي تشدّد فيه معظم دول العالم القيود، تسير سنغافورة بالاتجاه المعاكس.. كما أن لديها أيضاً استراتيجية لقاح فعالة". مُضيفاً: "بفضل عدد السكان الصغير نسبياً، تبدو التوقعات بالنسبة لسنغافورة مشرقة للغاية لعام 2021 مُقارنةً بغيرها من الدول".
ودخلت سنغافورة هذا الأسبوع المرحلة الثالثة من إعادة فتح البلاد والاقتصاد، إذ يُسمَح الآن بتجمعات لثمانية أشخاص، مقابل خمسة سابقاً. كما يُمكن للمناطق السياحية زيادة طاقتها التشغيلية من 50% إلى 65% بمجرد حصولها على موافقة من السلطات.
وصرح رئيس الوزراء لي هسين لونغ أنه سيكون هناك ما يكفي من اللقاحات "للجميع في سنغافورة" بحلول الربع الثالث من عام 2021. علماً أنها كانت الدولة الأولى في آسيا التي تتلقى شحنة من لقاحات "فايزر – بيونتك" في 21 ديسمبر الماضي.
إلى ذلك، أشاد إنكالكاتيرا أيضاً بتعامل فيتنام مع كورونا، مُعتبِراً أن استجابتها للجائحة سمحت للبلاد بالحفاظ على سمعتها باعتبارها "وجهة جيدة جداً" للاستثمار الأجنبي المباشر، حيث يُنظر إلى البلاد على أنها مركز تصنيع بديل للشركات التي ترغب في الخروج من الصين. وأكّد قائلاً: "لقد رأينا أن الاستثمار الأجنبي المباشر هذا العام لا يزال مرناً للغاية في فيتنام".
لكنه لفت إلى أن منطقة جنوب شرق آسيا قد لا تستفيد من لقاح في المستقبل القريب، نظراً للصعوبات اللوجستية في المناطق الريفية، وبالتالي "من غير المرجح أن نرى نسبة كبيرة من السكان تم تلقيحهم عام 2021".
ضرر عميق
استثمارياً، يرى خبير HSBC أن منطقة جنوب شرق آسيا "تضرّرت بشدة" العام الماضي، ولم يَعُد المحرك الاستهلاكي التقليدي لهذه الاقتصادات سليماً". مُضيفاً: "ليس لدينا رؤية واضحة بشأن التعافي على المدى القصير، بالنظر إلى مدى عمق الضرر".
وبينما كانت الصادرات الإلكترونية "مُشرقة نسبياً"، يركز إنكالكاتيرا على مدى سرعة انتعاش الاستهلاك والاستثمار في المنطقة. لافتاً إلى أن دول جنوب شرق آسيا كانت تتبع "برامج بنية تحتية طموحة للغاية" لجعل المنطقة "قاعدة إنتاج تصنيعية موثوقة". وقد توقفت هذه المشاريع بسبب فيروس كورونا.
وأكّد إنكالكاتيرا أنه "حتى تتم السيطرة على الفيروس، لن نرى محرك الاستثمار هذا يستعيد زخمه، وهو ما يُشكِّل أكبر عائق قصير الأجل أمام النمو في المنطقة".