ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين "التضخم" في السعودية خلال شهر مارس الماضي، بواقع 2% على أساس سنوي، وبنسبة أعلى من شهر فبراير الماضي، وذلك بضغط من ارتفاع أسعار قسم النقل بنسبة تجاوزت 4.7% والأغذية والمشروبات 3%.
تفصيلاً، سجل قسم النقل ارتفاعاً بنسبة 4.7%، متأثراً بارتفاع أسعار البنزين بنسبة 14.7%، وكذلك أسعار السيارات الجديدة بنسبة 4%، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء في المملكة الصادرة اليوم الخميس، التي أظهرت ارتفاع أسعار الديزل بنسبة 21.1% وأسعار البنزين (91) بنسبة 14.7% والبنزين (95) بنحو 14.2%.
أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى زيادة ارتفاع أسعار النفط الخام المرتفعة أصلاً، وأثَّر على الصادرات العالمية للحبوب، وخاصة القمح والتي تعد منطقة الشرق الأوسط مستوردة رئيسية لها.
يمثل قسم النقل 13% من وزن المؤشر الخاص بأسعار المستهلكين، وله دور رئيسي في ارتفاع التضخم في المملكة.
زيادة الطلب في رمضان
أكد الدكتور محمد مكني أستاذ المالية والاستثمار بكلية الاقتصاد، جامعة الإمام، أن التضخم بالسعودية سجل ارتفاعاً للشهر الـ 27 على التوالي، مرجعاً زيادة التضخم خلال شهر مارس إلى ارتفاع الطلب على المواد الغذائية خلال شهر رمضان الجاري.
مكني توقع أن يستقر التضخم بنهاية النصف الأول، إلا أنه أكد أن ذلك يعتمد على تطورات الأحداث الجيوسياسية العالمية.
ارتفعت مجموعة الأغذية والمشروبات، خلال شهر مارس بنسبة 3% بسبب ارتفاع أسعار القمح المحلي 6.05% على أساس سنوي وبنسبة 2.1% خلال فبراير، كما بلغت الزيادة السنوية في أسعار القمح المجروش 6.06%، وبنسبة 2.26% على أساس شهري، وارتفعت أسعار الدقيق المستورد 3.59% على أساس سنوي، فيما سجل تراجع على المستوى الشهري بنسبة 0.67%. بالمقابل سجلت أسعار الدقيق المحلي تراجعاً نسبته 1.42% على أساس سنوي.
من جانبه، توقع المحلل المالي محمد سليمان، أن يواصل التضخم الارتفاع حتى نهاية النصف الأول. قائلاً إن أسعار المواد الغذائية والمشروبات وتزايد الاستهلاك في شهر رمضان وموسم الحج والأعياد ترفع معدلات التضخم.
أسعار الطاقة
أدى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد في السعودية إلى أكبر زيادة في كل من التكاليف وأسعار البيع منذ أغسطس 2020، كما زادت أسعار المدخلات بأسرع وتيرة في ما يزيد قليلاً عن عام ونصف، وفقاً لاستطلاعات شهر مارس لمديري المشتريات من قبل "ستاندرد آند بورز غلوبال".
وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء، سجل قسم الأغذية والمشروبات ارتفاعاً بنسبة 3%، متأثراً بارتفاع أسعار الأغذية 3.3%، والتي تأثرت بارتفاع أسعار اللحوم (4.2%) والخضروات (4.9%).
توقع محللون ماليون، استطلعت "الشرق" آراءهم في منتصف شهر مارس الماضي، ارتفاع معدلات التضخم في السعودية خلال الفترة المقبلة، تماشياً مع التطورات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية العالمية، وتزامناً مع دخول شهر رمضان وما يشهده من ارتفاع للطلب على كافة السلع الغذائية وغيرها.
كما شهدت أسعار المجوهرات والساعات والتحف الثمينة ارتفاعاً بنسبة 5.6%، مما رفع تضخم قسم السلع والخدمات الشخصية 9.2%، بحسب بيانات الهيئة، التي أظهرت ارتفاع قسم التعليم أيضاً بنسبة 3.6%، وقسم المطاعم والفنادق 9.2%.
مقارنة بشهر فبراير، سجل مؤشر أسعار المستهلك لشهر مارس، ارتفاعاً هامشياً بنسبة 0.3%، متأثراً بارتفاع قسم الأغذية والمشروبات 0.4%.