تعقد وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين اجتماعاً لكبار المسؤولين الماليين الدوليين الأسبوع المقبل لمعالجة أزمة الأمن الغذائي العالمية، إذ حث رؤساء مؤسسات، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، على اتخاذ إجراءات لمعالجة العواقب الوخيمة للزيادات القياسية في الأسعار الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
قالت يلين في كلمة ألقتها أمام مركز أبحاث "أتلانتيك كاونسل" في واشنطن يوم الأربعاء: "مع وجود أكثر من 275 مليون شخص يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، أشعر بقلق عميق بشأن تأثير الحرب الروسية على أسعار المواد الغذائية وإمداداتها، لا سيما على السكان الفقراء".
من المقرر انعقاد قمة الغذاء الأسبوع المقبل في واشنطن إلى جانب اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين.
تضم قائمة المشاركين، وزراء يمثلون مجموعتي السبع والعشرين، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، وفقاً للمتحدثة باسم وزارة الخزانة الأمريكية ألكسندرا لامانا.
أصدر كل من غورغييفا ومالباس والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ديفيد بيسلي والمدير العام لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا بياناً مشتركاً يطالبون فيه المجتمع الدولي بدعم البلدان الضعيفة من خلال مِنح لتغطية احتياجات التمويل العاجلة.
ضغوط متزايدة
قال القادة إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الإمدادات "يزيدان الضغوط على الأسر في جميع أنحاء العالم ويدفعان ملايين آخرين إلى الفقر"، مضيفين أن مؤسساتهم تقف على أهبة الاستعداد لمواجهة الأزمة.
أضاف القادة: "يقع الخطر الأكبر على البلدان الأفقر التي تستهلك حصة كبيرة من الواردات الغذائية، ولكن يتزايد الضعف بسرعة في البلدان متوسطة الدخل، التي تضم غالبية فقراء العالم".
صندوق النقد يوافق على إطلاق صندوق جديد لمساعدة الدول منخفضة ومتوسطة الدخل
قالت يلين، متحدثة في جلسة أسئلة وأجوبة بعد خطابها في "أتلانتيك كاونسل": "سيكون هذا شاغلاً مُلحاً لنا الأسبوع المقبل لمحاولة التفكير في كيف يمكننا درء المجاعة في جميع أنحاء العالم".
قالت منظمة "أوكسفام" الدولية الخيرية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية سيسهم في دفع أكثر من ربع مليار شخص حول العالم إلى براثن الفقر خلال 2022.
تُعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر خمس دول مصدرة للحبوب، وتشكل الحرب ضربة هائلة لكل من الإنتاج والشحنات، مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأسرع وتيرة لها حتى الآن.
أظهر تقرير للأمم المتحدة أن عدة دول، بما في ذلك مصر وتركيا وبنغلاديش وإيران، تشتري أكثر من 60% من قمحها من روسيا وأوكرانيا.
قالت لامانا إن مؤتمر واشنطن سيناقش "الاستجابة العاجلة لأزمة الأمن الغذائي المستمرة التي تفاقمت بشدة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا".
