حذّرت سريلانكا الدائنين من احتمال تعثرها في سداد ديونها الخارجية، وعلقت بعض مدفوعات الديون الخارجية، وهي خطوة غير عادية جرى اتخاذها للحفاظ على احتياطي البلاد المحدود من الدولار لتلبية واردات الغذاء والوقود الأساسية.
قالت وزارة المالية في بيان اليوم الثلاثاء إنّ جميع المدفوعات المستحقة لحاملي السندات والدائنين الثنائيين والمؤسسات المقرضة سيجري تعليقها حتى إعادة هيكلة الديون.
قال محافظ البنك المركزي المعيَّن حديثًا، ناندالال وييراسينغ، في بيان مؤجز إنّ السلطات تسعى للتفاوض مع الدائنين، محذراً من تعثر محتمل.
تراجعت سندات سريلانكا الدولارية المستحقة في يوليو 2022 بمقدار 1.8 سنت على الدولار يوم الثلاثاء إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 46.07 سنت. تراجعت الروبية 0.5%.
قد يؤدي إعلان احتمال التعثر عن السداد إلى زيادة الضغط على الرئيس جوتابايا راجاباكسا وشقيقه رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا للتنحي.
اتسم موقف الرئيس ورئيس الوزراء بالتحدي حتى الآن، رغم احتجاجات المواطنين المتزايدة ضد التضخم الذي يصل إلى 20%، وانقطاع الكهرباء يومياً لمدة تصل إلى 13 ساعة.
فقدَ حزب راجاباكسا أغلبيته في البرلمان، ومن المقرر أن يتأخر انطلاق المحادثات مع صندوق النقد الدولي بغية الحصول على حزمة إنقاذ.
المحادثات مع صندوق النقد الدولي
وزارة المالية السريلانكية قالت اليوم الثلاثاء إنّ الحكومة ستسرع المحادثات مع صندوق النقد الدولي، مضيفة أنها تريد تجنب تعثر شديد في السداد.
قال كارل وونغ، رئيس قسم الدخل الثابت في "أفينيو أسيت مانجمنت" (Avenue Asset Management)، التي لم تعُد تمتلك السندات السريلانكية: "كانت السوق تتوقع حدوث هذا التخلف عن السداد، الآن علينا أن نرى كيف تتعامل الحكومة الجديدة مع الأزمة المحلية في أثناء المحادثات مع صندوق النقد الدولي".
تراجعت احتياطيات النقد الأجنبي لدى سريلانكا بنسبة 16% إلى 1.94 مليار دولار الشهر الماضي.
من المقرر أن تسدد الحكومة فوائد بقيمة 36 مليون دولار على سندات دولارية مستحقة في 18 أبريل 2023، بالإضافة إلى 42.2 مليون دولار على سندات لأجل عام 2028، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
كان يتوجب على سريلانكا سداد سندات سيادية بقيمة مليار دولار في 25 يوليو.
تطورت الأزمة الاقتصادية إلى حالة من الجمود السياسي، مما قد يعقد جهود التفاوض بشأن الحصول على مساعدات.
دعا ماهيندا راجاباكسا، في خطاب ألقاه أمس الاثنين، المواطنين إلى التحلي بالصبر في ظل ارتفاع الأسعار وتفاقم النقص من المعروض، في حين أشاد بدور أسرته في إنهاء حرب أهلية استمرت عقوداً في عام 2009، وقال شقيقه، الرئيس، إنه لن يستقيل في ظل أي ظروف.