أكد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" أنَّ الاقتصاد العالمي يمر بصدمة جديدة واضطراب في حركة التجارة، عقب الحرب الروسية الأوكرانية، داعياً الجهات المانحة، ومنها: صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومجموعة العشرين، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة الدول الفقيرة في شراء الغذاء.
جاء ذلك على لسان ريبيكا جرينسبان الأمين العام للمؤتمر، التي أكدت في مقابلة مع "الشرق" أنَّ العديد من دول العالم تعاني من أجل شراء القمح والسلع بعد اندلاع الحرب، مطالبة بإيجاد نافذة صرف مساعدات طارئة للدول حتى تتمكّن من شراء الغذاء، ومساعدة الطبقة الفقيرة.
مديرة صندوق النقد الدولي لـ"الشرق": سنخفض توقعاتنا لنمو الاقتصاد العالمي
تمويل طارئ
جرينسبان قالت في المقابلة التي أجريت على هامش مشاركتها في القمة العالمية للحكومات 2022، والتي عقدت في دبي خلال اليومين الماضيين: "يمر العالم بأزمة تلو الأزمة، فلدينا أزمة التغير المناخي، والجفاف في القرن الأفريقي، وجائحة كورونا التي لم نتعافَ منها بعد، والآن لدينا صدمة حرب أوكرانيا، لذلك؛ فنحن بحاجة لتمويل طارئ من صندوق النقد الدولي الذي نحتاج منه التحرك سريعاً مثلما فعل مع بداية جائحة كورونا".
تضخم أسعار الغذاء "حدوده السماء" بعد الأزمة الروسية الأوكرانية
وأضافت: "البنك الدولي مطالب بالتحرك السريع وفتح نافذة دعم للدول الآن، كما أنَّ على مجموعة العشرين أن تمدد موعد استحقاق تحصيل الديون للدول ذات الدخل المنخفض، وأن تراجع الإطار العام لهيكلة الديون لأنَّ هناك الكثير من الدول التي ستكون في أزمة مع ارتفاع معدل الفائدة في العالم".
جرينسبان أوضحت أنه "قبل الحرب الأخيرة كانت نحو 36 دولة تستورد أكثر من 50% من احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا".
إلى ذلك، فإن "ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والشحن أيضاً، يزيد من معاناة الدول، ويرفع الأسعار على الطبقة الفقيرة، كما أنَّ ارتفاع أسعار الأسمدة يؤدي إلى معاناة المزارعين الصغار في دورة الحصاد المقبلة"، بحسب جرينسبان.
المزيد من التضخم العالمي
ارتفعت تكلفة الشحن العالمية خلال جائحة كورونا بنسبة 89%، كما زادت التكلفة بنسبة 30% بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى مزيد من التضخم العالمي.
غورغييفا: حرب أوكرانيا تضرب الاقتصاد العالمي كالزلزال
يتعيّن علينا القيام بما يمكننا لمساعدة الدول الأكثر احتياجاً والأكثر تأثراً بتلك الأزمة في العالم، كما أنَّ الوضع في روسيا وأوكرانيا فيما يخص الاقتصاد والوضع الإنساني صعب للغاية، وفقاً لـ جرينسبان.
أبرز تصريحات أمين عام "الأونكتاد":
- لا يوجد تحول محلي للتجارة العالمية بل إعادة لتشكيل العولمة.
- العولمة ستتحول بشكل أكبر إقليمياً، وستقصُر سلسلة القيمة العالمية.
- إعادة تصنيف العالم للمخاطر سيوجه التجارة في السنوات المقبلة.
- حركة التجارة لن تنخفض بل سترتفع، ولكنَّها ستُوجه إقليمياً بشكل أكبر، وسلاسل القيمة ستكون أقصر.
- هناك فجوة في انتشار التكنولوجيا الرقمية يجب غلقها سريعاً.
- %42 من العالم لا تتوفر لديهم خدمة الإنترنت، ولا يمكنهم الدخول إلى الاقتصاد الرقمي.
- غلق فجوة التكنولوجيا الرقمية يمثل فرصة كبيرة للنمو والإنتاج في المستقبل.