أصبحت الجزائر من أولى الدول الأفريقية التي تطلق برنامجاً دائماً لإعانات البطالة للشباب من مواطنيها، حيث يمنح ارتفاع أسعار الطاقة البلد العضو في منظمة أوبك مزيداً من القدرة المالية للتعامل مع الاضطرابات الاجتماعية.
وكالة التوظيف الوطنية أعلنت أن حوالي 580 ألف باحث عن عمل، تتراوح أعمارهم بين 19 و40 عاماً، مؤهلون للحصول على دفعات مالية شهرية قدرها 13 ألف دينار (91 دولاراً) من الدولة، بدءاً من اليوم الإثنين.
في حين أن هذا العدد يمثل نسبة ضئيلة من إجمالي العاطلين عن العمل في الدولة الواقعة بشمال أفريقيا والبالغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، فمن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم. وتمثل هذه الخطوة إحدى أوضح المساعي حتى الآن من قِبل السلطات لمعالجة الاستياء الشعبي الناجم عن الأوضاع الاقتصادية، والذي غذّى 3 سنوات من الاحتجاجات المتفرقة ضد النخبة الحاكمة في الجزائر.
المطلوب وظيفة
تقول فتيحة (25 عاماً) خرّيجة ماجستير بعلم الأحياء، وهي تقف في طابور اليوم الإثنين عند مكتب بريد وسط الجزائر العاصمة: "أنا عاطلة عن العمل منذ خمس سنوات وليس لدي دخل. وهذا المبلغ (من الحكومة) مُرحّب به للغاية بالتأكيد، لكنني أفضل الحصول على وظيفة براتب جيد لمساعدة عائلتي".
أدّت أسعار النفط والغاز المرتفعة، والتي حفزها الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى منح مزيد من المساحة المالية للبلاد. فبعد أن تضررت بشدّة من انهيار أسعار النفط عام 2014، واجهت الجزائر صعوبات متزايدة لتمويل ميزانيتها، مع توقع صندوق النقد الدولي انخفاض الاحتياطيات الأجنبية لتصل إلى مستويات حرجة في 2026.
استقطبت مبادرة الحكومة الأخيرة أكثر من مليون طلب، مازالت قيد التقييم للتأهل للحصول على إعانة مالية شهرية، وفق وكالة التوظيف الوطنية. إذ يحتاج مُقدّم الطلب إلى إثبات أنه لم يكن لديه أبداً عقد عمل مع شركة، ويبحث بجهد عن وظيفة. كما يحتاج أيضاً لإثبات أنه لم يتلقَ مزايا من برنامج مساعدات حكومي آخر، ولم يرفض أكثر من عرضين للعمل، وإذا كان متزوجاً فإن الشريك ليس لديه دخلاً.
بينما تظهر الأرقام الرسمية أن معدل البطالة عند حوالي 11% على مدى العقد الماضي، فإن هذا الرقم يقفز إلى 26% بين الشباب الجزائري، بحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة بالاشتراك مع مجلس استشاري اقتصادي جزائري، والذي أظهر أيضاً أن 91% من الشابات عاطلات عن العمل.
يرى وليد، عامل البناء العاطل عن العمل الذي حصل على مخصصاته من الإعانة الحكومية اليوم الإثنين: "هذا المال من حقنا، لكنه ليس كافياً.. أنا متزوج ولدي طفلان، كنت أتمنى أن تكون الإعانة مصحوبة بتغطية صحية".