أظهرت دراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأمريكية أن الشركات الأمريكية في الصين مترددة بشأن زيادة الاستثمار بسبب تزايد الشكوك التنظيمية والتشاؤم بشأن الوصول إلى الأسواق ومخاوف النمو الاقتصادي.
ووفقاً لتقرير صدر يوم الثلاثاء، قال حوالي 40% من المستطلَعين والبالغ عددهم 353 شركة إن البيئة التنظيمية هي أحد العوامل الدافعة للتشاؤم بشأن ممارسة النشاط التجاري في الصين، بزيادة 16 نقطة مئوية عن العام الماضي. كما قال أكثر من الثلث إنهم سيخفضون الاستثمار بسبب عدم اليقين فيما يتعلق بالسياسة العامة.
قال آلان بيب، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين، في تصريح صحفي يوم الثلاثاء: "فيما يتعلق بالشكوك تجاه الأمور التنظيمية، فإن أكثر ما يشعر بذلك هي قطاعات التكنولوجيا والبحث والتطوير في الصناعات الكثيفة".
قال بيب إن استراتيجية التداول المزدوج للصين والدعوة إلى مزيد من الاكتفاء الذاتي تعني أنها "تعمل على زيادة الاستثمار في التكنولوجيا، وأن لديها سياسات صناعية من شأنها أن تضع الشركات في وضع غير مواتٍ نسبياً بمرور الوقت". وأضاف أن الغموض حول هدف "الرخاء المشترك" أدى أيضاً إلى حدوث ارتباك بين الشركات حول كيفية تأثير السياسات عليها.
نفذت بكين حملة تنظيمية شاملة على قطاعات عدة بداية من التعليم وحتى منصات الإنترنت العام الماضي، في محاولة منها لمعالجة الممارسات الاحتكارية، وتضييق فجوة الثروة في الدول، وجعل النمو الاقتصادي أكثر استدامة على المدى الطويل. وتسببت سلسلة الإجراءات تلك في بيع حاد للأسهم الصينية في عام 2021. لكن الحملة أخذت استراحة منذ أواخر العام الماضي مع تصاعد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي.
لا تزال التوترات المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة تشكل قلقاً كبيراً للشركات، حيث كانت نظرة المستطلَعين بشأن العلاقات الأمريكية الصينية أقل وردية لعام 2022، حيث توقع 24% منهم تدهور العلاقات، ارتفاعاً من 19% في السابق. وقال بيب إن هذا قد يظهر تفاؤلاً أولياً أعقب تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وتلاشت الآمال في تحسين العلاقات الثنائية بمرور الوقت مع بقاء العديد من سياسات عهد ترمب.
توصيات الشركات
قال أكثر من 80% من الشركات التي شملتها الدراسة إن زيادة الشفافية والقدرة على التنبؤ والإنصاف في البيئة التنظيمية من شأنه أن يشجع على المزيد من الاستثمار، بينما أوصى 65% بالحد من استخدام السياسات الصناعية التي تشكل عقبات.
كانت أقل من نصف الشركات التي شملتها الدراسة واثقة من التزام الحكومة بزيادة فتح السوق أمام الاستثمار الأجنبي في السنوات الثلاث المقبلة، بانخفاض عن 61% في العام السابق، وفقاً للمسح الذي أُجري بين أكتوبر ونوفمبر من عام 2021.
علاوة على ذلك، انتعشت ربحية الشركات الأمريكية عمَّا كانت عليه قبل عام، لكنها لم تتعاف بعد تماماً إلى مستويات ما قبل الوباء. وتراجعت نسبة المتفائلين بشأن نمو السوق المحلية في العامين المقبلين إلى 64% مقارنة بـ75% قبل عام، بحسب المسح.
[object Promise]