أعلنت إدارة ترمب عن فرض رسوم جمركية إضافية على بعض المنتجات المستوردة من الاتحاد الأوروبي في إطار نزاع طويل الأمد حول أوجه الدعم المقدَّمة لشركتي "ايرباص" و"وبوينغ".
وفي نوفمبر، فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية على واردات بنحو 4 مليارات دولار من الولايات المتحدة بعد الحصول على موافقة من منظمة التجارة العالمية.
وقبل عام ، فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية – سمحت بها أيضاً منظمة التجارة العالمية - على حوالي 7.5 مليار دولار من الواردات من الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، بما في ذلك المشروبات الكحولية من فرنسا واسكتلندا.
وقال مكتب الممثِّل التجاري للولايات المتحدة يوم الأربعاء، إنَّه يعدِّل بعض تعريفاته لأنَّ الاتحاد الأوروبي استخدم فترة زمنية أثَّرت على "منتجات أكثر بكثير مما كان يمكن تغطيته" بخلاف ذلك، كما أنَّ الاتحاد الأوروبي "يحتاج إلى اتخاذ بعض الإجراءات للتعويض عن عدم المساواة ".
وعلى الرغم من أنَّ الولايات المتحدة "أوضحت للاتحاد الأوروبي التأثير المشوَّه للفترة الزمنية المحددة ، إلا أنَّ الاتحاد الأوروبي رفض تغيير نهجه، بحسب ما قال مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، مما أدى إلى قيام المكتب بفرض رسوم جمركية إضافية.
وقال المكتب، إنَّ الرسوم ستشمل أجزاء تصنيع الطائرات، وبعض المشروبات الكحولية، وأصناف العنب الأخرى من فرنسا وألمانيا.
ولم يكشف مكتب الممثّل التجاري للولايات المتحدة عن قيمة الرسوم الجمركية الإضافية، قائلاً إنَّه سيوضح المزيد من التفاصيل في السجل الفيدرالي القادم
( الجريدة الرسمية للولايات المتحدة).
دعم الطائرات
وتمثِّل خطوة يوم الأربعاء فصلاً آخر في التعريفات الجمركية المتبادلة عبر المحيط الأطلسي التي شهدت بالفعل استهداف تجارة بقيمة 11.5 مليار دولار.
وتأتي الخطوة في الوقت الذي يقول فيه الجانبان، إنَّهما يناقشان حلاً عبر التفاوض لنزاع حول دعم الطائرات التجارية ذات الجسم العريض، الذي بدأ منذ ما يقرب من عقدين.
وقال مكتب الممثِّل التجاري الأمريكي :"من أجل عدم تصعيد الموقف، تقوم الولايات المتحدة بتعديل تغطية المنتج بأقل من المبلغ الكامل الذي يمكن تبريره باستخدام الفترة الزمنية التي يختارها الاتحاد الأوروبي".
وأعرب الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، ونظيره في المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس ، عن رغبتهما في التوصُّل لتسوية عبر المفاوضات، وشاركا في مناقشات خلال الأسابيع الأخيرة.
لكنَّ الخطوة الأخيرة تعكس شكوك لايتهايزر في أنَّ مثل هذه الصفقة يمكن إبرامها في أقل من شهر متبقٍ في رئاسة ترمب، وأنَّ الاتحاد الأوروبي قد يكون متمسكاً بالتعامل مع ما تعدُّه إدارة بايدن أكثر ملاءمةً.
وأشار الرئيس المنتخب جو بايدن، وكبار المستشارين إلى رغبتهم في إصلاح العلاقات التجارية وغيرها مع الحلفاء بما في ذلك الاتحاد الأوروبي التي توترت بسبب سياسات ترمب "أمريكا أولاً".
وتضرَّرت كلٌّ من شركتي "إيرباص"، و"بوينغ" بشدة من وباء كورونا، وتأثيره على السفر الجوي.
وأدى الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بكوفيد-19 في كل من أوروبا، والولايات المتحدة إلى زيادة احتمالية حدوث ركود مزدوج في الاتحاد الأوروبي، وتباطؤ التعافي في الاقتصاد الأمريكي.
ويمكن أن يطيل ذلك من المتاعب لكلٍّ من الشركتين المصنِّعتين للطائرات، ويزيد المخاطر الاقتصادية لبلديهما الأصليين.