وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع القانون المنتظر، والذي يتضمن إنفاق 900 مليار دولار للإغاثة من فيروس كورونا، متراجعاً عن مطالب كان تقدّم بها في اللحظة الأخيرة، والتي أنهكت فريق التفاوض الخاص به، حيث خاطر من خلال هذه المطالب بإغلاق الحكومة وتأخير المساعدات الاقتصادية المدعومة على نطاق واسع مع استمرار حالات فيروس كورونا في الارتفاع.
يتضمن التشريع الذي أقره الكونغرس في 21 ديسمبر مبلغ 1.4 تريليون دولار كإنفاق حكومي لتمويل الوكالات الفيدرالية حتى نهاية السنة المالية في سبتمبر. وكانت الحكومة تعمل وفق صلاحيات الإنفاق المؤقت التي تنتهي بعد نهاية اليوم الاثنين.
جاءت الحزمة المُجمّعة البالغة 2.3 تريليون دولار (900 مليار للإغاثة من كورونا بالإضافة لـ1.4 تريليون للحكومة) نتاج مفاوضات مكثفة، غاب عنها ترامب إلى حد كبير، إلى أن فاجأ المشرعين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي بمطالبته بدفعات تحفيز أكبر للأفراد بعد تمرير مشروع القانون بالفعل.
وخلال توقيعه على مشروع القانون، طالب ترامب بالتصويت في الكونغرس لاستبدال مبلغ 600 دولار كمدفوعات تحفيز للأفراد بمبلغ 2000 دولار، وهو طلب غير ملزم ومن غير المرجح أن يجتاز كلا المجلسين الشيوخ والنواب.
الذهب والفضة ينتعشان
ودفع توقيع ترامب على حزمة المساعدات أسعار الذهب صوب أعلى إغلاق في ستة أسابيع.
وتسبب ضخ المزيد من أموال الدولة في الاقتصاد الأعلى بالعالم إلى ارتفاع أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.9% إلى 1900.31 دولار للأوقية، وتم تداوله عند 1،886.29 دولاراً في الساعة 7:49 صباحاً في لندن، فيما يعد أعلى إغلاق منذ 16 نوفمبر. كما ارتفعت الفضة للتسليم الفوري بنسبة 3.6٪ لتصل إلى 26.7714 دولارا للأوقية.
بيلوسي: كل تصويت جمهوري ضد مشروع القانون هذا هو تصويت لإنكار المصاعب المالية التي تواجهها العائلات وسيعني حرمان الشعب من الإغاثة التي يحتاجها
يأتي هذا الطلب متوافقاً مع رغبات الديمقراطيين، حيث كان الممثلون الديمقراطيون في المجلس يخططون بالفعل لزيادة الدفعات الموجهة للأفراد، ما سيسمح للديمقراطيين في مجلس الشيوخ بالضغط على القائد الجمهوري ميتش ماكونيل لمناقشة مشروع القانون دون الشروط الأخرى غير ذات العلاقة والتي طلبها ترمب.
وقال كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إنه بمجرد إقرار مشروع قانون الألفي دولار في مجلس النواب، فسينتقل للحصول على الموافقة عليه من مجلس الشيوخ.
وكتب شومر في تغريدة له: "لن يعترض أي ديمقراطي في مجلس الشيوخ، فهل سيعترض الجمهوريون؟"
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في بيان لها يوم الأحد: "كل تصويت جمهوري ضد مشروع القانون هذا هو تصويت لإنكار المصاعب المالية التي تواجهها العائلات وسيعني حرمان الشعب الأمريكي من الإغاثة التي يحتاجها".
يعني تردد ترامب في التوقيع على القانون أن مدفوعات التحفيز هذه ستصدر على الأرجح في وقت متأخر عما وعد به وزير الخزانة ستيفن منوشين، وقد يعني هذا اقتطاع أسبوع من إعانات البطالة التكميلية التي كانت جزءاً من هذه الحزمة التي من المقرر أن تنتهي في مارس. كما أدى التأخير إلى خسارة مؤقتة في إعانات البطالة للعاملين في الوظائف المؤقتة والعاطلين عن العمل لفترات طويلة.
انقضاء الفوائد
قال رون وايدن، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية أوريغون، إن "نوبة غضب دونالد ترمب أدت إلى تراجع في إعانات البطالة، وكلفت ملايين العمال العاطلين عن العمل ما يعادل دخل أسبوع".
من المرجح أن تكون حزمة الإغاثة من الفيروس آخر تشريع رئيسي يوقعه ترامب، الذي تحطمت آماله في إعادة انتخابه إلى حد كبير بسبب طريقة تعامله مع الوباء.
وقال الرئيس المنتخب جو بايدن إنه سيدفع باتجاه المزيد من التحفيز بعد توليه لمنصبه في بداية العام القادم، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الجمهوريون في الكونغرس سيعملون معه. وستحدد نتيجة انتخابات الإعادة من سيسيطر على مجلس الشيوخ والتي ستتم في جورجيا يوم 5 يناير.
وافق المشرعون على التمويل الحكومي والإغاثة الإضافية بعد شهور من التقاعس، أعقبتها أسابيع من المفاوضات الشاقة. ودعا قادة الأعمال الكونغرس إلى إقرار المزيد من التحفيز، وقالوا إن المطاعم، والمسارح، والمتاجر الصغيرة والعائلية، وشركات الطيران تتعرض للإغلاقات والقيود مع ارتفاع عدد حالات كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
وأعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل مع بيلوسي وشومر عن اتفاق إغاثة في 20 ديسمبر بعد أكثر من أسبوع من المحادثات المحمومة التي أطلقتها مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، وتقدموا باقتراح حل وسط خاص بهم وحثوا قادتهم على التصرف. وشارك في المحادثات وزير الخزانة ستيفن منوشين، كممثل للإدارة.
إزالة البنود المسرفة
فاجأ ترامب حتى زملائه الجمهوريين يوم الثلاثاء بنشره لتغريدة تحتوي على مقطع فيديو قال فيه إنه يريد من الكونغرس زيادة حجم مدفوعات التحفيز للأفراد إلى 2000 دولار، بعد أن كانت 600 دولار في مشروع القانون الذي أقره الكونغرس بالفعل. كما اشتكى من الإنفاق الفيدرالي على المساعدات الخارجية والبرامج الدولية، رغم تخصيص هذه الأموال كجزء من عملية الاعتمادات من الحزبين لتمويل الحكومة.
وحث بعض الجمهوريين يوم الأحد الرئيس على التوقيع على مشروع قانون الإغاثة والسعي الجدي من أجل مدفوعات أكبر بعد ذلك.وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا بات تومي إنه يتفهم رغبة ترمب في إنفاق المزيد من الأموال، لكنه قال إنه لا يوافق على إرسال شيكات تحفيزية إلى الأشخاص الذين لم يفقدوا دخلهم.
وقال تومي لقناة فوكس نيوز الأحد: "أعتقد أن ما علينا القيام به هو التوقيع على هذا القانون ثم عرض القضية. يمكن للكونغرس إقرار مشروع قانون آخر. أنا أتفهم أنه يريد أن يتذكره الناس لدفاعه عن الشيكات الكبيرة، لكن الخطر هو أنه سيتم تذكره بسبب الفوضى، والبؤس، والسلوك غير المنتظم إذا سمح بانتهاء صلاحية هذا الأمر."
رئيسة المخصصات المالية في مجلس النواب نيتا لوي: سترفض الأغلبية الديمقراطية أي عمليات إلغاء يقدمها الرئيس ترمب
وقال ترامب في بيان يوم الأحد إنه يوجه "رسالة قوية" إلى الكونغرس مفادها أنه "يجب إزالة البنود المسرفة" من التشريع. وقال إنه سيرسل للمشرعين نسخة تحتوي ملاحظاته على مشروع القانون ويطلب منهم إزالة الأموال التي يرى أنها مهدورة من مشروع القانون.
ورفضت رئيسة المخصصات المالية في مجلس النواب نيتا لوي، وهي ديمقراطية من نيويورك، طلب الرئيس على الفور.
وقالت في بيان في وقت متأخر يوم الأحد: "لجنة المخصصات في مجلس النواب لديها سلطة قضائية على عمليات الإلغاء، وسترفض الأغلبية الديمقراطية لدينا أي عمليات إلغاء يقدمها الرئيس ترمب".