قال وزير التجارة الياباني، كويتشي هاغيودا، إن بلاده تحرص على تلبية احتياجاتها من الطاقة، قبل تقديم المساعدة إلى أوروبا بشحنات الغاز الطبيعي المسال في حالة اندلاع صراع بشأن أوكرانيا.
أطلق الوزير الياباني تصريحه وسط مخاوف من نفاد أو نقص الطاقة لدى الحلفاء الأوروبيين في حالة غزو روسيا لأوكرانيا، رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفى مراراً أنه يخطط لمثل هذا الأمر.
أفادت "بلومبرغ" الخميس بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والحكومات الأوروبية، تواصلت مع اليابان ودول أخرى في آسيا بشأن تحويل شحنات الغاز إلى أوروبا.
اقرأ أيضاً: بايدن يمشط العالم بحثاً عن بديل للغاز الروسي في أوروبا
قال هاغيودا في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة في طوكيو: "اليابان دولة مستوردة للطاقة، ولدينا موارد شحيحة.. هناك توقعات لشتاء شديد البرودة هذا العام، ولذلك نحن بحاجة إلى التأكد من تلبية احتياجاتنا من الطاقة. ستنظر اليابان في ما يمكنها أن تقدمه من مساهمة للمجتمع الدولي بعد ذلك".
اقرأ المزيد: أعنف تقلب لأسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة منذ ربع قرن
تعتبر التوترات الجيوسياسية المحيطة بأوكرانيا بمثابة شوكة أخرى بالنسبة إلى أوروبا التي تواجه أزمة إمدادات وقود منذ أشهر عدة.
ارتفاع الأسعار
قفزت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال إلى مستوى قياسي مرتفع في الأشهر الأخيرة، حيث تتنافس المرافق أو الشركات في آسيا وأوروبا في ظل البرودة الشديدة، على إمدادات الوقود ذاتها من الدول المصدرة، بما في ذلك الولايات المتحدة ونيجيريا.
امتنع هاغيودا عن التعليق مباشرة على المحادثات الدبلوماسية بين اليابان والولايات المتحدة. وقال إن أفضل خيار هو تجنب الموقف الذي يكون فيه تحويل الوقود ضرورياً، معرباً عن أمله في أن تبذل الدول جهوداً للتوصل إلى حل دبلوماسي.
قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، هيروكازو ماتسونو، اليوم الجمعة، إنه على عكس النفط، ليس لدى اليابان أي مخزون وطني من الغاز الطبيعي، مضيفاً أن الحكومة تدرك أن لدى شركات الكهرباء والغاز في البلاد مخزونات تكفيها نحو أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
مع ذلك، كان المستوردون اليابانيون يبيعون بالفعل الإمدادات الاحتياطية إلى أوروبا خلال الأشهر الماضية، بسبب الأسعار الأكثر جاذبية عبر المحيط الأطلسي.
قامت الشركات بتخزين إمدادات الغاز الطبيعي المسال قبل الشتاء لتجنب حدوث نقص محتمل، وتمكنت من بيع بعض الشحنات.
نفاد المخزونات
رغم ذلك، ومع نفاد المخزونات حالياً، من المرجح أن تحتاج مولدات الطاقة وموزعو الغاز في اليابان إلى الاحتفاظ بمعظم الغاز الطبيعي المسال المتعاقد عليه خلال الأشهر المقبلة للاستعداد لفصل الصيف، الأمر الذي سيحد من كمية الوقود التي يمكنهم إرسالها إلى أوروبا.
يذكر أن تحويل الإمدادات إلى أوروبا "ليس بالمهمة المستحيلة، ولكنه سيؤثر على توليد الطاقة في اليابان -وليس هناك الكثير من المرونة في الوقت الحالي"، حسبما قال كازونوري كاساي، الرئيس التنفيذي لشركة "جيرا غلوبال ماركتس" (Jera Global Markets)، الوحدة المسؤولة عن شراء الوقود لصالح "جيرا"، أكبر شركة منتجة للطاقة في اليابان.