سيمثل "أبوظبي للتنمية" (ADG) باكورة الصناديق الإماراتية التي ستبدأ الاستثمار في إسرائيل، عبر ضخ 200 مليون دولار سنوياً على مدى الأعوام العشرة المقبلة، بحسب صحيفة "غلوبس" (Globes) الإسرائيلية.
تقرير الصحيفة اعتبر أنَّ أهم نتائج زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى الإمارات العربية المتحدة لم تتعلق بالدبلوماسية أو الدفاع، بل بالمبالغ "الضخمة" التي تخطط أبوظبي لاستثمارها في إسرائيل.
كما أفصحت مصادر مطلعة لـ"غلوبس" أنَّ ولي العهد الشيخ محمد بن زايد قرر إلغاء تجميد 10 مليارات دولار من الاستثمارات في الشركات الإسرائيلية التي كان قد وعد بها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
وأعلنت أبوظبي في مارس عن إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار يستهدف الاستثمار في قطاعات استراتيجية في إسرائيل.
كما أطلق البلدان محادثات للتوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة بينهما في نوفمبر. وكشف وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق لـ"الشرق" أنَّ بلاده تسعى لزيادة العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل إلى أكثر من تريليون دولار خلال العقد المقبل.
ستقوم الصناديق السيادية الكبيرة في الإمارة، بما في ذلك جهاز أبوظبي للاستثمار و"مبادلة"، بتقسيم هذه الاستثمارات فيما بينها. لكنَّ الصندوق الأول الذي سيدخل السوق الإسرائيلية هو "أبوظبي للتنمية"، التابع لمجموعة "القابضة" (ADQ)، إذ يخطط لاستثمار 200 مليون دولار عام 2022 في شركات إسرائيلية، فضلاً عن مبلغ مماثل سنوياً على مدى 10 أعوام.
ليس عملاً خيرياً
"غلوبس" نسبت إلى مصدر إماراتي وصفته بـ"البارز" القول، إنَّ "أبوظبي تنتظر بفارغ الصبر استقرار المشهد السياسي الإسرائيلي قبل تجديد عملية الوفاء بوعد بن زايد". وبالتالي؛ فإنَّ زيارة هرتسوغ، الشخصية والدبلوماسية، وليس السياسية، تعني أنَّه كان الشخص المناسب في الوقت المناسب لبدء عملية الاستثمار رسمياً، وفق تقرير الصحيفة.
رئيس صندوق أبوظبي للتنمية فارس المزروعي التقى عدداً من أعضاء الوفد الإسرائيلي الصغير الذي رافق هرتسوغ إلى العاصمة الإماراتية، إذ تمّت مناقشة آليات الاستثمار، وكيف يمكن لاتحاد المصنّعين في إسرائيل، ومعهد التصدير الإسرائيلي المساعدة في توجيه الاستثمارات الإماراتية.
يرى آفي حسون، الرئيس التنفيذي ل"ستارت آب ناشونال سنترال" (Start-Up National (Central ، المتخصصة بمواءمة الشركات الناشئة الإسرائيلية مع المستثمرين، والذي كان في عداد الوفد إلى أبوظبي، في تصريحات لـ"غلوبس"، أنَّ إلغاء الإمارات لتجميد 10 مليارات دولار للاستثمار في إسرائيل يمثِّل أهمية كبيرة للبلدين. معتبراً أنَّ الإماراتيين يستخدمون صناديق الاستثمار كأداة استراتيجية، وهم ينظرون إلى إسرائيل كرمز للابتكار بسبب شركاتها الناشئة، لاسيما في قطاع التكنولوجيا والتي تمثل استثمارا جيداً. مُضيفاً: "هذا ليس عملاً خيرياً، أو استثماراً سياسياً، فالإماراتيون يسعون لتحقيق أرباح من استثماراتهم". وقد شدّد على ضرورة وجود تطابق بين النهج الإسرائيلي "هنا والآن"، والنهج الإماراتي الأبطأ المتمثل في بناء الثقة أولاً.