انكمش تعداد سكان طوكيو العام الماضي للمرة الأولى منذ ربع قرن، بينما تحولت شركات أكثر للعمل عن بعد وسط تفشي وباء فيروس كورونا.
أعلنت حكومة العاصمة اليابانية اليوم الاثنين أن التعداد السكاني للعاصمة اليابانية هبط بنحو 48600 شخص ليصل إلى أقل من 14 مليوناً بقليل مع مطلع سنة 2022، وهو ما يعد التراجع الأول منذ سنة 1996.
طالع أيضاً: أسعار الشقق في طوكيو تتجاوز مستويات عصر الفقاعة
التهام سكان البلاد
تسعى اليابان منذ أعوام لإنعاش اقتصاداتها الإقليمية ومنع طوكيو من التهام سكان البلاد المتناقص أكثر وأكثر. في الوقت الحالي، يظهر أن فيروس كورونا قام بما لم تتمكن أي سياسة حكومية من فعله؛ حيث أوقف تدفق الناس إلى تلك المدينة المزدحمة.
في ظل دخول وباء فيروس كورونا سنته الثالثة، يعد تغير الاتجاهات المتعلقة بالعمل عن بُعد واحداً من أسباب ذلك التغيير. وتوجد شركات أخرى على غرار "باسونا غروب" (Pasona Group Inc.) ، وهي شركة عملاقة في مجال خدمات التوظيف والتعيين، والتي كانت قد أعلنت سنة 2020 عن أنها ستبذل جهودها من أجل تحقيق اللامركزية في المهام الخاصة بالمقر الرئيسي بعيداً عن طوكيو.
اقرأ أيضاً": اليابان تمدِّد قيود الدخول حتى نهاية فبراير بسبب "كورونا"
سجلت العاصمة اليابانية أعداداً هائلة من حالات الإصابة بالفيروس بجانب عمليات فرض القيود بطريقة متكررة على الأنشطة التجارية، مما ترك الحياة في المدينة تتمتع بقدر من الجاذبية أقل، وباتت صعبة بصفة خاصة على المطاعم وشركات الخدمات الأخرى.
حالات شبه طارئة
جرى الإعلان عن حالات شبه طارئة خلال الشهر الجاري في طوكيو والمناطق التي تمثل غالبية المراكز الاقتصادية الرئيسية الأخرى في اليابان في ظل بلوغ حالات الإصابة بالفيروس لمستويات قياسية.
تنزع الشركات اليابانية إلى توقع وجود ميزة لممارسة الأنشطة التجارية وجهاً لوجه، بيد أن أعداداً متنامية منها بدأت تجرب نظام العمل عن بُعد. بينت نتائج استطلاع للرأي حديث أجراه مكتب مجلس الوزراء الياباني أن 55% من الشركات في دوائر طوكيو الـ 23 قد جربت تلك الممارسة.
على صعيد شركة "ياهو " اليابانية (Yahoo Japan Corp)، والتي يقع مقرها الرئيسي في العاصمة، يمارس نحو 90% من موظفي الشركة الذين يبلغ عددهم 8 آلاف موظف عملهم عن بُعد، بحسب ما ذكره رئيس الشركة كينتارو كوابي.
من الممكن أن يكون ذلك هو الحد الأقصى من ذلك النطاق، بيد أن المحلل تاكاشي أوتسوكا من شركة "ميتسوبيشي يو أف جي ريسيرش آند كونسالتينغ" (Mitsubishi UFJ Research and Consulting) يرى أن أشخاصاً أكثر من الفئة العمرية العشرينية والثلاثينية ربما يريدون العيش خارج العاصمة، حيث تكون التكلفة أقل وهناك مساحة أكبر للتوسع.
اقرأ أيضاً: رئيس وزراء اليابان يكشف عن خطة طوارئ لمواجهة مخاطر "أوميكرون"
العمل عن بعد
قال أوتسوكا: "نظام العمل عن بعد من الممكن أن يكون راسخاً أكثر نوعاً ما" حتى في فترة ما بعد وباء فيروس كورونا.
تعبر حالة مغو تسوتشيمورا عن ذلك التحول. في الصيف المنصرم، انتقلت الفتاة التي تبلغ من العمر 28 سنة إلى مسقط رأسها في قرية قريبة من بحر اليابان، عقب الانتقال إلى شركة ناشئة تركز نشاطها على البيئة، حيث تعهدت بتوفير مرونة أكثر في العمل. تعد هذه شركة أخرى يقع مقرها الرئيسي في طوكيو، بيد أنها تتيح هذه المرة نظام العمل عن بُعد.
قالت: "كنت أعاني من الإرهاق الشديد وأنا أستقل قطاراً مكتظاً بالركاب في ظل تفشي وباء فيروس كورونا". تابعت: "لدي شعور بالسعادة أكثر في الوقت الحالي".