في غضون أيام قليلة، قد ينسحب قطب الإعلام، سيلفيو برلسكوني، من السباق الرئاسي الإيطالي. وهي خطوة من شأنها تعزيز فرص رئيس الوزراء، ماريو دراغي، في الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة.
وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر؛ أجرى برلسكوني مباحثات مع مسؤولي الحزب في محاولة لتأمين الدعم الذي يحتاجه للفوز في الاقتراع الذي سيبدأ في 24 يناير.
وقال الأشخاص المطلعون، إنَّ برلسكوني يدرك أنَّه لن يحصل على الأصوات المطلوبة للفوز بالسباق الرئاسي، وأنَّه يستعد حالياً للانسحاب من المنافسة.
سعي دراغي للرئاسة يُعرض استقرار إيطاليا للخطر
في مقابلة مع قناة "راي تي في" (Rai TV)؛ قال ليتشا رونزولي، المتحدث باسم رئيس الوزراء الأسبق، وزعيم حزب "فورزا إيطاليا"، إنَّ برلسكوني، البالغ من العمر 85 عاماً، لم يقرر بعد ما الذي ينبغي عليه فعله.
وأضاف الأشخاص المطلعون أنَّ رئيس الوزراء الأسبق يواصل التشاور مع المشرِّعين وأعضاء حزبه.
تزايد فرص "دراغي"
باعتباره المرشح الأبرز لخلافة سيرجيو ماتاريلا كرئيس للدولة؛ فإنَّه من المرجح أن يكون دراغي هو المستفيد الأكبر في حال قبول برلسكوني بالهزيمة.
كما أنَّ فوز رئيس الوزراء، البالغ من العمر 74 عاماً، برئاسة إيطاليا من شأنه أن يمنحه دوراً على رأس السياسة الإيطالية خلال السنوات السبع المقبلة، على الرغم من أنَّ ذلك سيعني ابتعاده عن أعمال الإدارة اليومية للبلاد.
إيطاليا تستعد لأوقات عصيبة مع انحسار سلطة "دراغي" والانقسام السياسي
وفي فعل يذكرنا بأيام عمله كبائع؛ كان برلسكوني يقوم بإجراء اتصالات تسويقية غير مرتب لها بالمشرِّعين من هاتف أرضي، فضلاً عن طباعة السير الذاتية لكل شخص تحدّث إليه حتى يكون أكثر تفاعلاً معه، وذلك على حدِّ قول الأشخاص المطلعين.
كما أضاف الأشخاص ذاتهم أنَّ برلسكوني أدرك أنَّه لن يكون قادراً على تأمين دعم كافٍ بعدما قال ماتيو سالفيني، إنَّ حزب رابطة الشمال- وهو جزء من تحالف يمين الوسط الذي يضم حزب برلسكوني- سيكون على استعداد لدعم مرشح آخر.
ومن دون برلسكوني في الصورة؛ قد يكون الاتفاق على خليفة ماتاريلا أسهل. على الرغم من عدم وجود قائمة رسمية بالمرشحين، فقد كان يُنظر إلى دراغي على أنَّه المنافس الأول.
مع اقتراب حكومته من نهاية مسيرتها؛ كان رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق يشير إلى أنَّه سيكون منفتحاً للانتقال من قصر كيجي، مقر رئاسة وزراء الجمهورية الإيطالية إلى قصر كرينالي، مقر إقامة الرئيس الإيطالي.
من جهة أخرى، يمكن أن تستمر عملية التصويت لأيام؛ إذ يتطلب الفوز أغلبية مطلقة على الأقل من الأصوات التي يدلي بها المشرِّعون من كلا المجلسين والممثلين الإقليميين، وقد تم تعيين الحد الأدنى عند 505 أصوات.
في الغالب، يلعب الرؤساء الإيطاليون دوراً شرفياً، لكنَّ تفويضهم لمدة سبع سنوات يسمح لهم بممارسة سلطة كبيرة على الحكومات. فهم من يعيّنون رئيس الوزراء، كما يتعيّن عليهم التوقيع على كل قانون قبل إقراره.