قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن بلاده ستمدّد القيود المفروضة على حدودها حتى نهاية فبراير بسبب متحور "أوميكرون"، وهي الخطوة التي انتقدها أحد أبرز رجال الأعمال في اليابان ووصفها بأنها "غير منطقية".
وتحسباً للانتشار السريع للمتحور، أعادت الحكومة اليابانية في نوفمبر الماضي فرض حظر على دخول الأجانب الجدد غير المقيمين. ويبدو أن التمديد الذي أُعلن عنه الثلاثاء سيضع الحواجز أمام رجال الأعمال والطلاب الأجانب.
اقرأ المزيد: بداية من غد.. اليابان تحظر دخول الأجانب بسبب "أوميكرون"
أوضح كيشيدا للصحفيين في طوكيو: "هناك فارق واضح بين حالات الإصابة بأوميكرون داخل البلاد وخارجها"، مشيراً إلى أن تطبيق إجراءات أكثر صرامة بين دول مجموعة السبع ساهم في تقليص انتشار المتحور. وأضاف: "من خلال اتخاذ بعض الخطوات لأسباب إنسانية ومصالح وطنية، سنبقي على الإجراءات الحدودية الحالية حتى نهاية فبراير".
تسريع التحصين
يمكن أن تساعد القيود الحدودية اليابان على كسب بعض الوقت، وهي تمضي في مساعيها نحو تسريع وتيرة التطعيم بالجرعة المعززة للقاح، خاصة أن الدولة تعد أبطأ بكثير من العديد من نظيراتها. وبعد تمكنها من الإبقاء على وضع الحالات تحت السيطرة لأشهر، ارتفعت أعداد الإصابات بأكثر من 10 أضعاف منذ بداية العام، مما زاد المخاوف من حدوث موجة أكبر.
وبعد هذا الإعلان من جانب رئيس الوزراء الياباني، انتقد هيروشي ميكيتاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة "راكوتين غروب"- والذي عارض صراحة بعض السياسات الحكومية- القيود المفروضة على الحدود في تغريدة له. وقال: "ما الهدف من حظر دخول الأجانب الجدد؟ القرار غير منطقي. هل تريد اليابان أن تكون دولة مغلقة؟"
مازالت اليابان من الدول التي تسجل أقل أعداد إصابة بين الدول المتقدمة. في الوقت الذي سجّلت فيه 8078 إصابة جديدة يوم الأحد الماضي، وصلت عدد الإصابات بالولايات المتحدة إلى حوالي 678 ألف حالة في اليوم نفسه.
رئيس وزراء اليابان يكشف عن خطة طوارئ لمواجهة مخاطر "أوميكرون"
وقد سارع كيشيدا، الذي يواجه انتخابات مجلس الشيوخ في غضون ستة أشهر، بالتعامل مع التطورات الجديدة للجائحة. وكان رئيسا الوزراء السابقين، شينزو آبي ويوشيهيد سوجا، قد واجها تراجعاً في شعبيتهما، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين كانوا غير راضين عن طريقة تعاملهما مع الفيروس.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة الأخبار اليابانية (JNN) يوم الإثنين ارتفاع دعم كيشيدا بـ 2.7 نقطة مئوية إلى 66.7% مقارنة بالشهر السابق.
حصر القوات
ودفع تفشي الفيروس بشكل قياسي في بعض المناطق حول القواعد العسكرية الأمريكية اليابان إلى الدعوة لتشديد الضوابط، وأعلنت الحكومتان عن اتفاق على حصر تمركز قواتهما داخل قواعدهما لمدة أسبوعين. ووضعت مدينة أوكيناوا ومنطقتين أخريين بالقرب من قاعدة مشاة البحرية الأمريكية تحت قيود مشدّدة نتيجة الفيروس.
قال كيشيدا إنه سيتم إرسال ممرضات من قوات الدفاع الذاتي إلى المناطق المتضررة إذا لزم الأمر، وسيواصل البلدان مناقشة جوانب الصحة العامة لوجود القوات الأمريكية.
وأوضح كيشيدا للصحفيين اليوم الثلاثاء أن اليابان تسعى لتسريع إعطاء جرعات التطعيم المعززة. وكان قد أشار خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إلى أن بلاده ستعمل على تقديم جرعات ثالثة للعاملين بالقطاع الصحي وكبار السن.
وأضاف كيشيدا أن الحكومة تخطط الآن لتسريع الجرعات المعززة بالنسبة إلى الفئات الأقل عرضة للإصابة اعتباراً من مارس المقبل من خلال 18 مليون جرعة إضافية من لقاح "موديرنا"، وستعيد تشغيل مراكز التطعيم واسعة النطاق التي تديرها قوات الدفاع الذاتي والتي تمت الاستعانة بها في العام الماضي.
وذكر تقرير صادر عن وكالة "جي جي نيوز" أن الحكومة ستدرس تخفيف القيود على دخول الطلاب الأجانب والأسر الأجنبية من المقيمين اليابانيين. وأُهمل آلاف الأشخاص في الخارج الذين كانوا يخططون للدراسة في اليابان مع إغلاق حدود البلاد فعلياً بسبب تفشي الوباء. وتم تقديم طلبات التماس لتخفيف الحظر إلى وزارة الخارجية الأسبوع الماضي.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو إنه تم تقديم عفو بالعودة للمقيمين الأجانب في اليابان لأسباب إنسانية، حيث كان قد تم منعهم من الدخول مرة أخرى بعد زيارة أي من 11 دولة في الجنوب الأفريقي.