قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إن البنك المركزي لن يتردد في التصرف إذا لزم الأمر لاحتواء التضخم والمساعدة في ضمان التوظيف الكامل، على الرغم من أنه من المتوقع أن ينحسر عدم توافق العرض والطلب الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار.
قال باول يوم الثلاثاء رداً على سؤال في جلسة الاستماع في اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ: "إذا كان علينا رفع أسعار الفائدة أكثر بمرور الوقت، فسنقوم بذلك". وأضاف: "سنستخدم أدواتنا لتحجيم التضخم".
باول يمهد الطريق أمام "احتياطي فيدرالي" أكثر مرونة بشأن رفع الفائدة في 2022
أعرب كل من الجمهوريين والديمقراطيين عن قلقهم من أن الاحتياطي الفيدرالي يبالغ في تحفيز الاقتصاد، بأسعار الفائدة المنخفضة ومشتريات السندات، خاصة مع تجاوز التضخم هدف المسؤولين البالغ 2%. وفوجئ محافظو البنوك المركزية الأمريكية باستمرار صعود التضخم، ويسعون لمجابهته هذا العام دون إعاقة النمو.
ارتفعت الأسعار بنسبة 5.7% لمدة 12 شهراً المنتهية في نوفمبر، وفقاً لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المعيار المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي.
وبينما شدد على أن الاحتياطي الفيدرالي لا يعطي الأولوية لتفويض الكونغرس لاستقرار الأسعار أكثر من هدف التوظيف الكامل، قال باول إن التركيز يمكن أن يتغير، وفي الوقت الحالي يزداد التركيز على التضخم.
تهديد خطر
قال باول: "نحتاج لنسبة مشاركة مرتفعة للحصول على سوق عمل قوي، وسيستغرق الأمر توسعاً طويلاً، وللحصول على توسع طويل، سنحتاج إلى استقرار الأسعار. وبطريقة ما، يمثل التضخم المرتفع تهديداً خطيراً لتحقيق الحد الأقصى من التوظيف ".
انخفاض البطالة وارتفاع الأُجور بأمريكا يضغطان على "الفيدرالي" لتسريع رفع الفائدة
يراهن المستثمرون على أن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في مارس، بعد عامين من خفضه إلى الصفر تقريباً في بداية الوباء في مارس 2020. أظهر تقرير صادر عن وزارة العمل يوم الجمعة أن معدل البطالة في الولايات المتحدة انخفض إلى 3.9% في ديسمبر - أي اقترب من أدنى مستوى له قبل انتشار الوباء 3.5%.
قال مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر إنهم سيعجلون بإنهاء برنامج مشتريات الأصول، وتوقعوا رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام. تتوقع بنوك الاستثمار في وول ستريت، مثل "غولدمان ساكس"، أن يتم رفع أسعار الفائدة أربع مرات.
ميزانية الفيدرالي
عندما سئل باول عن خطط تقليص الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي البالغة 8.77 تريليون دولار، قال في وقت ما من هذا العام إنه هو وزملاؤه سيسمحون بتدفق الميزانية العمومية. وتأتي تصريحاته في أعقاب التعليقات الصادرة عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الآخرين الذين يفضلون البدء في تقليص الميزانية العمومية بعد فترة وجيزة من بدء البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة.
رشح الرئيس الأمريكي جو بايدن باول لولاية ثانية كرئيس واختار محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي لايل برينارد للعمل كنائب للرئيس. ومن المتوقع أيضاً أن يرشح بايدن قريباً ثلاثة حكام جدد لملء الشواغر المتبقية. من المقرر عقد جلسة استماع لبرينارد يوم الخميس.
في إشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي كان في وضع أقوى بكثير من آخر مرة قام فيها البنك المركزي بتقليص ميزانيته العمومية - عندما انتظر حوالي عامين بين رفع أسعار الفائدة والسماح بتدفق مقتنياته، قال الرئيس إنه "لم يتم اتخاذ أي قرارات، ولكن سيكون أسرع هذه المرة".
قال باول: "الميزانية العمومية أكبر بكثير، وبالتالي يمكن أن يكون التدفق أسرع. لذلك أود أن أقول عاجلاً وأسرع".