ما الذي يطالب العمال بتوفّره فعلاً في أي وظيفة؟ يعتمد الرد على هذا السؤال جزئياً على المكان الذي ينتمون إليه، بحسب مسح عالمي أجرته شركة استشارات الإدارة "بين آند كو".
يريد الأمريكيون واليابانيون الحصول على راتب جيد إلى جانب وجود مزايا فوق أي شيء آخر. لكنَّ الأجر أقل أهمية بالنسبة للفرنسيين، الذين يرغبون في عمل شيق.
يفتش العاملون البرازيليون والنيجيريون عن فرص للتعلّم، في حين يثمِّن العمال في إندونيسيا وجود علاقة جيدة مع زملائهم في مكان العمل، فيما يتطلع العاملون الصينيون إلى عمل في شركة تكون ملهمة لهم، كما يصبو الألمان إلى الحصول على الأمان الوظيفي.
تباين الرغبات
جاءت هذه النتائج التي جرى جمعها عبر 20 ألف عامل موزعين على 10 بلدان، في حين بلغ معدل مغادرة الأمريكيين لوظائفهم مستوى قياسياً، وفي وقت يواجه فيه أصحاب العمل في أنحاء العالم كافة الاضطراب الناجم عن تفشي وباء فيروس كورونا الذي أصاب المعايير الموجودة لفترة طويلة والمرتبطة بتوقيت وموقع وطريقة تسيير العمل.
من الممكن أن تجد الشركات التي تفشل في عملية تعلم قواعد العمل الحديثة معاناة جراء عيوب في الموظفين، وتحطم ثقافة الشركة والفرص الضائعة، ونتيجة لذلك؛ فإنَّ الاهتمام بما يرغب العاملون فيه بات له أهمية تفوق أي وقت سابق، بحسب أندرو شويديل، شريك باين، الرئيس المشارك لمركز أبحاث داخلي تابع للشركة يطلق عليه "باين فيوتشرز" (Bain Futures).
يوضح شويديل: "يعتبر الأمر مذهلاً بالنسبة لنا؛ إذ نشاهد مجموعة متباينة من الاحتياجات، والرغبات، والدوافع وسط العاملين. توجد حاجة لدينا لتفادي عملية إصدار تعميمات هائلة حول ما يرغب فيه العاملون، فالمسألة غير مرتبطة بمقاس وحيد يناسب الجميع. يرغب الأفراد في الحصول على المزيد من الوظائف، بما هو أكثر من الرواتب العالية فقط".
برغم ذلك؛ كان الراتب يعتبر الدافع الأساسي للعاملين في الولايات المتحدة وغالبية الدول الأخرى، بحسب المسح العالمي لشركة "باين"، والذي ثبت أيضاً من خلاله أنَّ ما يفوق نصف العاملين، يعيدون التفكير في الوقت الحالي في عملية إحداث توازن بين حياتهم الخاصة والعمل.
وجدت شركة "باين" أنَّ ما يزيد على واحد من بين كل أربعة من العاملين الأمريكيين غيّروا أرباب العمل في غضون العام الأول للجائحة، وكان معظمهم في وظائف في الخطوط الأمامية على غرار البيع بالتجزئة، والتصنيع، والرعاية الصحية.
أضاف التقرير: "يستغل العاملون العطل في الوظائف جراء تفشي الوباء كفرصة لإعادة تقييم ما يرغبون في الحصول عليه من عملهم".
وفي حين جاءت الأجور والمرونة والأمن الوظيفي من بين خصائص الوظيفة الأكثر شعبية؛ فإنَّ الخصائص التي تعد بالنسبة للعاملين على مستوى العالم أقل أهمية تتضمن المكانة الاجتماعية، والتسيير الذاتي، والمساعدة المقدّمة للمجتمع.