اليمين واليسار يتفقان أن الاحتياطي الفيدرالي تأخر بالتعامل مع التضخم

شعار الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي - المصدر: بلومبرغ
شعار الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

حقق الاحتياطي الفيدرالي توافقاً نادراً ما تشهده الولايات المتحدة بين أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث جادل اقتصاديون بارزون من كلا جانبي الطيف السياسي في الاجتماع السنوي للرابطة الاقتصادية الأمريكية هذا العام بأنه تخلف عن ركب احتواء فورة التضخم في اقتصاد ما يزال يعاني من الوباء.

رحبوا عموماً بتوجه الاحتياطي الفيدرالي نحو موقف نقدي أكثر تشدداً وتوقعوا أن تتراجع ضغوط الأسعار هذا العام، لكنهم بدوا مشككين بأن التضخم سيتباطأ بالقدر الذي يتوقعه محافظو البنوك المركزية. كما رأوا أنه ما يزال أعلى بكثير من هدف صانعي السياسة النقدية البالغ 2%.

شارك في المؤتمر الافتراضي الذي استمر ثلاثة أيام وانتهى يوم الأحد وزير الخزانة السابق لورانس سامرز وكبير اقتصاديي البيت الأبيض سابقاً جيسون فورمان، وكلاهما من الحزب الديمقراطي، واقتصادي النقد البارز جون تايلور ورئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين السابق غلين هوبارد، الذي خدم في إدارات جمهورية.

ليس جميع الاقتصاديين، وخاصة بعض اليساريين، يدق ناقوس الخطر بشأن تهديد التضخم وتأخر استجابة الاحتياطي الفيدرالي.

دعا جوزيف ستيغليتز الحائز على جائزة نوبل، والذي كان كبير اقتصاديي البيت الأبيض في إدارة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون، البنك المركزي لتوخي الحذر، محتجاً بأن رفع أسعار الفائدة لن يحل مشكلة العرض والنقص العالمي الذي ساعد بزيادة التضخم. كما تبقى مشاركة القوى العاملة أقل بكثير مما يمكن أن تكون عليه.

يُرجح أن يتعرض رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لضغوط حول ما ينوي فعله لوقف التضخم حين يمثل الثلاثاء أمام اللجنة المصرفية لمجلس الشيوخ ضمن جلسة استماع حول ترشيح الرئيس جو بايدن له لولاية أخرى مدتها أربع سنوات. حصل الجمهوري باول على تأييد بايدن وبعض الديمقراطيين الآخرين نتيجة تأكيده على أهمية تحقيق الاحتياطي الفيدرالي لأقصى قدر من التوظيف على نطاق واسع وشامل.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

وتيرة أسرع

يُرجح أن تظهر البيانات التي ستصدر الأربعاء ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة 7% في ديسمبر مقارنة بالعام السابق، وفقاً لأوسط توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم. سيتجاوز ذلك الارتفاع السنوي البالغ 6.8% في نوفمبر وسيكون أكبر زيادة منذ 1982.

فيما يلي بعض النقاط المتعلقة بالتضخم والاحتياطي الفيدرالي التي أدلى بها عدد من الاقتصاديين المشهورين في لجان في مؤتمر الرابطة الاقتصادية الأمريكية:

قال فورمان، الأستاذ بجامعة هارفارد، إنه يتوقع بقاء التضخم مرتفعاً هذا العام، بمتوسط متوقع يبلغ 3.2% لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية. وهو أعلى من متوسط 2.7% الذي توقعه صانعو السياسة الفيدراليون في اجتماعهم في 14-15 ديسمبر.

في غضون ذلك، رأى فورمان أن هناك فرصة بنسبة 15% لارتفاع معدل تضخم هذا العام عن العام الماضي. كما أكد أن المرشحين الثلاثة الذين يقال إن بايدن يفكر فيهم لعضوية مجلس إدارة البنك المركزي: "هم أكثر تراخياً من أي شخص كان عضواً في الاحتياطي الفيدرالي" لفترة طويلة.

قال تايلور، الذي كانت قواعد سياسته النقدية بمثابة دليل إرشادي للبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم لسنوات، إن الاحتياطي الفيدرالي "متأخر كثيراً". اقترح بناءً على الافتراضات المقدمة أن يكون معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية بين 3% و6%، وليس المستوى القريب من الصفر الذي يستهدفه البنك المركزي الآن.

توقع الأستاذ في جامعة ستانفورد رؤية "مزيد من ذلك في المستقبل"، في إشارة إلى قفزة عائدات سندات الخزانة الأسبوع الماضي.

يتوقع سامرز، الأستاذ بجامعة هارفارد الذي يساهم في بلومبيرغ لقاء أجر، ارتفاع عوائد الخزانة بشكل أكبر، وقال: "مع اتضاح حقيقة الحاجة لموازنة العرض والطلب، سترتفع أسعار الفائدة بشكل كبير خلال العام ونصف العام المقبلين".

دخل سامرز في جدال حماسي مع ستيغليتز في المؤتمر محتجاً على أن الأستاذ بجامعة كولومبيا كان يركز كثيراً على اختلالات سلاسل التوريد كسبب لارتفاع الأسعار.

قال غريغوري مانكيو، كبير الاقتصاديين في البيت الأبيض للرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش، إن "الكثير" من ارتفاع التضخم يمكن أن يُعزى لاضطرابات مؤقتة في العرض، وقال: "لدينا أيضاً سوق عمل شديد الضيق وبدأ يظهر عبر نمو الأجور".

قال الأستاذ في جامعة هارفارد، الذي يصف نفسه الآن بأنه مستقل سياسياً بسبب معارضة الرئيس السابق دونالد ترمب، إنه رغم أن التضخم لن يبقى عند 7%، إلا أنه "سيتفاجأ" إذا تراجع إلى 2% بشكل سريع جداً.

قال نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق آلان بلايندر إنه ما يزال يعتبر نفسه عضواً في الفريق المؤيد لفكرة أن التضخم مؤقت في الجدل حول التضخم.

بيّن بليندر، الذي عمل في البيت الأبيض في عهد كلينتون ويدرّس الآن في جامعة برينستون، أن تخفيف "تضخم عنق الزجاجة" قد يستغرق بعض الوقت. أضاف أن صانعي السياسة الفيدراليين كانوا بطيئين بإدراك ضغوط الأسعار المتفاقمة في توقعاتهم.

قال هوبارد في المؤتمر إن الهبوط الناعم الذي يحاول باول وزملاؤه في البنك المركزي هندسته للاقتصاد "سيتطلب من الاحتياطي الفيدرالي أن يكون محظوظاً وذكياً".

شكك الأستاذ في جامعة كولومبيا فيما إذا كانت الزيادات الثلاث التي يبلغ معدلها ربع نقطة مئوية، والتي وضعها صناع السياسة الفيدرالية لهذا العام ستكون كافية، في إشارة إلى الضغوط التضخمية من ارتفاع الإيجارات وأسعار المساكن وزيادة الأجور.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات