تراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة لأقل من 4% بالتزامن مع قفزة في الأجور الشهر الماضي، ما يزيد من حدة أزمة سوق العمل ويعزز رفع "الاحتياطي الفيدرالي" للفائدة في أقرب وقت خلال شهر مارس، رغم النمو المخيب للآمال في معدل التوظيف.
أظهر تقرير "وزارة العمل" الصادر يوم الجمعة انخفاض معدل البطالة إلى 3.9% وتسارع نمو الأجور الشهرية في ديسمبر.
الزيادة بنحو 199 ألف وظيفة غير زراعية أعقبت المراجعات التي أضافت لبيانات الشهرين الماضيين بينما ثبت معدل مشاركة القوى العاملة.
"الفيدرالي الأمريكي": التضخم والاقتصاد القوي قد يدفعان لتسريع زيادات أسعار الفائدة
تباطؤ نمو التوظيف
تعكس بيانات التوظيف الصادرة حديثاً استمرار العوامل التي حدّت من التوظيف من الخريف وحتى نهاية العام، رغم الطلب القوي على العمالة، والمتمثلة في نقص رعاية الأطفال والمخاوف من تفشي الفيروسات والمدخرات الكبيرة.
فيما جاء تفشي سلالة "أوميكرون" ووصول الإصابات بكوفيد-19 لمستويات قياسية مؤخراً ليزيد من تباطؤ وتيرة نمو التوظيف في أوائل عام 2022.
قال نيك بنكر، مدير البحوث الاقتصادية في "إنديد": "يؤكد كلا جانبي تقرير اليوم تعافي سوق العمل والخلاف فقط حول مدى سرعة حدوث ذلك".
ندرة العمالة قد تضغط على الشركات الأمريكية حتى بعد انتهاء كورونا
يعزز انخفاض معدل البطالة وتسارع التضخم ونمو الأجور من تشديد السياسة النقدية بشكل أسرع. وقد لاحظ مسؤولو "الاحتياطي الفيدرالي" في اجتماعهم في ديسمبر أنه قد يكون هناك ما يبرر الفائدة "عاجلاً أو بوتيرة أسرع مما توقعه المشاركون في وقت سابق".
زاد المتداولون من رهاناتهم على رفع "الاحتياطي الفيدرالي" الفائدة في مارس. ما دفع الدولار لمواصلة التراجع وظلت سندات الخزانة أضعف بعد قراءة البيانات، كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل طفيف.
بولارد: "الفيدرالي" قد يرفع الفائدة في مارس ويقلص مركزه المالي لاحقاً
قال الاقتصاديون في "دويتشه بنك"، بقيادة ماثيو لوزيتي، في مذكرة بحثية، إن التقرير "أظهر مزيداً من التقدم نحو الحد الأقصى من فرص العمل ونتوقع رفع الفائدة في مارس، على أن يكمل الاحتياطي الفيدرالي 4 زيادات للفائدة هذا العام".
ارتفع متوسط الدخل في الساعة في ديسمبر على أساس شهري أكبر من المتوقع بنسبة 0.6% ليعادل بذلك نفس الفارق منذ أبريل.
وقد ارتفعت الأجور 4.7% عن العام السابق على الرغم من تسارع التضخم الذي يقضي على جزء كبير من تلك المكاسب، فيما تعكس الزيادات المستمرة في الأجور استعداد أصحاب العمل دفع المزيد لجذب العمال والاحتفاظ بهم.
ارتفاعات الشهر الماضي توجت أكبر نمو سنوي على الإطلاق في الوظائف مقارنة بمتوسط التوقعات البالغ 450 ألف في استطلاع الذي أجرته بلومبرغ للاقتصاديين، والذي توقع انخفاض معدل البطالة إلى 4.1%.
انتهت فترة المسح الخاصة بتقرير الوظائف بمنتصف الشهر لذلك ستنعكس تداعيات انتشار سلالة "أوميكرون" خلال النصف الثاني من ديسمبر في تقرير يناير.
تراجع طلبات إعانة البطالة الأمريكية بفضل قوة الطلب على العمالة
تحسن قطاع الصناعة
تصدَّر نمو الرواتب في قطاع الترفيه والضيافة النمو المعتل في الرواتب خلال ديسمبر، حيث قفزت الرواتب إلى 53 ألف دولار. كما ارتفعت رواتب العمالة المهنية وخدمات الأعمال في حين تراجعت رواتب العمالة تجارة التجزئة.
في الوقت نفسه، أعلنت شركات التصنيع والبناء عن معدلات توظيف قوية الشهر الماضي في إشارة إيجابية على قرب تخفيف قيود قدرات المصانع شركات البناء.
يتضمن التقرير مراجعات دورية لبيانات مسح المعيشة للأسر والمعدل موسمياً على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث يتم استخدام نتائج المسح لحساب إحصاءات مثل معدل البطالة والمشاركة في القوى العاملة.
أدى تباطؤ مشاركة القوى العاملة إلى جانب المستويات القياسية لمغادرة العمل إلى خلق كابوس توظيف للشركات. وأدى ذلك لتسجيل مستوى منخفض للغاية لتسريح العمال، كما زادت تداعيات انتشار سلالة "أوميكرون" هذا التأثير على الشركات ما أدى لمجموعة من الإغلاقات المؤقتة، وإلغاء الآلاف من الرحلات الجوية.
تشير تعليقات الشركات على نتائج الأرباح الأخيرة إلى استمرار تحديات التوظيف حتى عام 2022. قال آرا هوفنانيان، الرئيس التنفيذي لشركة "هوفنانيان إنتربرايز" في تعليقه على أرباح شركة بناء المنازل الشهر الماضي، إن نقص العمالة إضافة إلى اضطرابات سلسلة التوريد "لا يؤثران فقط على صناعة بناء المنازل ولكنهما أثرا بشكل كبير على كافة الصناعة حول العالم تقريباً".
هناك دور أيضاً لبعض العوامل الهيكلية. حيث قد يؤدي تضافر عوامل مثل انخفاض معدلات المواليد وتباطؤ الهجرة والتقاعد المبكر لسنوات وحتى عقود من نقص العمال.