قفز معدل التضخم في منطقة اليورو متجاوزاً مستوياته القياسية بالفعل، متحدياً التوقعات بحدوث تباطؤ، وهو ما يُعقِّد مهمة مسؤولي البنك المركزي الأوروبي، الذين يصرُّون على أن الارتفاع الحالي للأسعار مؤقت. وارتفع سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة (اليورو).
صعدت أسعار المستهلك بنسبة 5% على أساس سنوي في ديسمبر 2021، مقابل 4.9% في الشهر السابق عليه، وأكثر من متوسط التقديرات البالغة 4.8% في استطلاع أجرته بلومبرغ شمل خبراء اقتصاديين.
موجة التضخم أكبر تهديد للاقتصاد العالمي في 2022
جاء مؤشر التضخم الأساسي الذي يستبعد المكونات المتقلبة، مثل الغذاء والطاقة بنسبة 2.6%، مطابقاً لقراءة شهر نوفمبر.
في غضون ذلك، تراجعت الثقة الاقتصادية في منطقة اليورو بأكثر مما توقعه المحللون، وسط ظهور متحوِّر "أوميكرون" شديد العدوى لفيروس كورونا.
تُضاعف بيانات التضخم الصادرة اليوم الجمعة، من الضغط على البنك المركزي الأوروبي، بعد اضطرابات سلسلة التوريد وارتفاع تكاليف الطاقة التي دفعت نمو الأسعار بأسرع مستوياته، منذ إصدار العملة الموحدة.
تهديد التضخم مقابل التعافي من كورونا: دليل البنوك المركزية
تشديد السياسة النقدية
في حين أن البنك المركزي الأوروبي، ومقره فرانكفورت، قد خطط للتراجع عن إجراءات التحفيز التي أطلقها في فترة الأزمة، فإن تشديد السياسة النقدية الأكثر جرأة من جانب البنوك المركزية الرئيسية الأخرى، دفع بعض المسؤولين إلى تبني منهج أو مسار أكثر تشدداً.
قالت رئيسة المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، الشهر الماضي، إنه من المرجح أن يظل التضخم مرتفعاً على المدى القريب قبل أن يتباطأ في عام 2022، ليستقر دون المستوى المستهدف البالغ 2%.
أوضحت لاغارد، أن رفع سعر الفائدة لن يكون الرد المناسب إزاء الموجة الحالية من نمو الأسعار، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن آثاره لن تظهر إلا في وقت لاحق، عندما تكون الضغوط تتراجع بالفعل.
التضخم.. محور النقاش المهم خلال 2022
لم يوقف ما يحدث، أسواق النقد عن الرهان على رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من 2022.
استقرت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات عند سالب 0.06% بعد نشر أرقام التضخم يوم الجمعة، بينما ارتفع اليورو 0.2% مقابل العملة الخضراء إلى 1.1318 دولار.
في حديثه الأسبوع الجاري بعد أن أشارت البيانات إلى استقرار أسعار المستهلك الفرنسي في ديسمبر، قال محافظ بنك فرنسا، فرانسوا فيليروي دي غالو، إن التضخم في منطقة اليورو يقترب من ذروته، وإن مشاكل العرض وتأثيرات الطاقة ستتلاشى تدريجياً.
صداع الغاز
دَعَمَ مسح للشركات الشهر الماضي أجرته "أي إتش إس ماركت" هذا الرأي، حيث أظهر الضغوط على سلاسل التوريد وتراجع ضغوط التكلفة، على الرغم من أن مشاكل نقص المعروض ونقله لا تزال تؤثر على الشركات.
لا تزال أسعار الغاز الطبيعي مصدر إزعاج، حيث ارتفعت مرة أخرى الأسبوع الجاري، بعد أن قلّصت روسيا من عمليات التسليم إلى أوروبا الغربية. هذا الأمر يهدد بالضغط على المستهلكين ويجبر الشركات في الصناعات المعتمدة على الطاقة على تقليص الإنتاج.
يعمل متحوِّر "أوميكرون" أيضاً على إرباك التوقعات، مع عدم وضوح المحللين بشأن ما إذا كان الاضطراب الذي يسببه، سيؤدي إلى زيادة التضخم، أو أن يكون له تأثير معاكس عن طريق كبح الانتعاش الاقتصادي.
أسعار الطاقة ترفع التضخم في إيطاليا لأعلى مستوى لأكثر من عقد
أظهر تقرير المعنويات الصادر عن المفوضية الأوروبية يوم الجمعة تزايد المخاوف من الوباء، الذي يضر بالثقة بين المستهلكين وقطاعي التجزئة والخدمات.
أدت حالة عدم اليقين إلى قيام مسؤولي البنك المركزي الأوروبي بالحثّ على تبني المرونة في نهجهم تجاه التضخم.
قال عضو مجلس إدارة المركزي الأوروبي، مارتينز كازاك، خلال الأسبوع الجاري في مقابلة، إن صانعي السياسة سيتصرفون إذا تحسنت أو ارتفعت توقعات الأسعار.