مفتاح الوقود يعيد الانتعاش لبايدن في استطلاعات الرأي الأمريكية

الرئيس الأمريكي، جو بايدن - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الأمريكي، جو بايدن - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

في الوقت الحالي، يبدو أن تقييمات نسبة التأييد للرئيس جو بايدن قد بدأت تتعافى من الانخفاض الحاد السابق، وربما سترتفع بحسب تقدير لمؤسسة "فايف ثيرتي ايت" (FiveThirtyEight) - استناداً إلى المتوسطات المعدلة لجميع استطلاعات الرأي العام - فقد حصل على نسبة رضا تصل إلى 43.8%، وهو ما يزيد 1.5 نقطة مئوية عن أدنى مستوى له في 2 ديسمبر.

بينما انخفضت نسبة عدم الرضا بالرئيس إلى 50.6%، من 52.3% قبل عيد الشكر. يمكن أن يفسر هذا التباين العشوائي بعض هذا التغير في شعبيته، لكن يبدو غالباً أن هبوط شعبية بايدن توقف في بداية شهر نوفمبر، وأنه ربما تعافى قليلاً منذ ذلك الحين. وما هو مؤكد أن شعبيته لا تزال متدنية على الأقل حتى الآن.

الأقل شعبية

في هذه المرحلة، أي بعد 330 يوماً من رئاسته، لا يزال بايدن أيضاً هو الأقل شعبية بين الرؤساء الـ 14 الآخيرين (منذ بدء استطلاعات الرأي)، باستثناء دونالد ترمب، الذي كان الأخير من ناحية الشعبية في فئة هؤلاء الرؤساء خلال عامه الأول، وكان بقرب المركز الأخير خلال معظم فترة رئاسته. الخبر السار بالنسبة لبايدن هو أنه الآن أقرب إلى الفئة التي تشمل - باراك أوباما ورونالد ريغان وجيرالد فورد وهاري ترومان - منه إلى ترمب.

بالطبع، رأى كل هؤلاء الرؤساء أن أحزابهم تشهد انتخابات نصفية سيئة للغاية، لذا فهذه ليست أخباراً جيدة تماماً. لكن من جهة أخرى: فقط ترمب، وفورد، وبيل كلينتون وصلوا إلى مستوى أقل من نسبة تأييد بايدن البالغة 42.3% خلال عامهم الأول في المنصب.

مع ذلك، لن يعني أي من هذا الكثير إذا ترشح بايدن لإعادة انتخابه. تراجع كل من أوباما وجورج دبليو بوش وكلينتون وريغان وترومان إلى ما دون المستوى الذي وصل إليه بايدن الآن في مرحلة ما قبل إعادة انتخابهم (في الواقع، انخفض التأييد لكل رئيس سابق في فترة الاقتراع إلى 41% أو أقل في مرحلة ما باستثناء جون كينيدي ودوايت أيزنهاور، بينما قضى كل منهم، باستثناء ترمب وفورد، ما لا يقل عن عام فوق 50%).

بينما كان ترمب دائماً لا يحظى بشعبية، حصل جورج بوش الأب وجيمي كارتر على معدلات رضا ممتازة طوال سنواتهما الأولى في المنصب. لكن كل ثلاثتهم خسروا لاحقاً انتخابات التجديد. ببساطة ليست هناك علاقة بين معدلات التأييد وإعادة الانتخاب لحين الوصول إلى وقت متأخر من فترة الولاية الأولى للرئيس.

قصة مختلفة

لكن الانتخابات النصفية، التي ستقام بعد 11 شهراً، هي قصة مختلفة. كان الرؤساء الذين حققوا نتائج جيدة نسبياً في الانتخابات النصفية - كينيدي في عام 1962، وكلينتون في عام 1998، وبوش في عام 2002 - يتمتعون بشعبية أكبر من التي تمتع بها بايدن في أي وقت مضى قبل عام أو أكثر من إجراء الانتخابات النصفية.

هل يمكن لشعبية بايدن أن ترتفع مرة أخرى إلى 52% التي حصل عليها قبل أن تبدأ في التراجع في أواخر يوليو؟ بالتأكيد نعم.

استعاد كلينتون حوالي 20% من أدنى مستوى له في العام الأول لتصل شعبيته في العام الثاني إلى ذروتها، على الرغم من أنه تراجع مرة أخرى قبل الفوز الساحق الذي حققه الجمهوريون في عام 1994.

إذا تمكن بايدن من إحداث عودة من هذا النوع مع حفاظه على نسبة تأييد تزيد عن 50%، فمن المحتمل أن يجنب بذلك الديمقراطيين كارثة مماثلة. لكن على الرغم من كل ما نعرفه، يمكن أن يظهر أن هذا التغير الصعودي الحالي هو مجرد توقف مؤقت لمستويات شعبية بايدن المنخفضة بدرجات قياسية.

الشيء الوحيد الذي غالباً قد تغير هو أنه من غير المرجح أن لانحدار شعبية بايدن في الأشهر الأخيرة تأثيرات مهمة على الانتخابات النصفية في حال استطاع التعافي. إذ أنه ينظر إلى الضعف خلال الفترة الرئاسية الأولى على أنها في غاية الأهمية، لأن الحزب المتعثر سيحجب موارد مهمة.

وفرة الأموال

مع ذلك، فإن الأموال في هذه الأيام وفيرة ويسهل جمعها بسرعة؛ لن تتم هزيمة أي مرشح لديه فرصة للفوز بسبب مشاكل جمع التبرعات المبكرة. وبينما كنت أكتب في الدورات الانتخابية السابقة عن مدى أهمية تقاعد شاغلي المناصب وتوظيف المرشحين، فإن الحقيقة هي أن المرشحين لم يعودوا مهمين كثيراً في أيام الاستقطاب الحزبي هذه، وأن ميزة شغل المنصب أوشكت على الانتهاء.

إذا كنت تتساءل عن سبب تحسن نسبة تأييد بايدن من هبوطها السابق إلى درجة تبدو فيها أنها حتى قد انعكست قليلاً، فلا يسعني إلا التكهن. لكنني على استعداد للمغامرة بتخمين واحد. مؤخراً، انخفض سعر البنزين في محطات الوقود قليلاً. ولطالما سعى الجمهوريون للدفع بفكرة أن أفضل طريقة لتقييم رئيس ما هي الاقتصاد، وأن مفتاح الاقتصاد هو معدل التضخم، وأن طريقة الحكم على معدل التضخم هي من خلال المعدل الحالي للزيادة في أسعار الوقود. ربما لم يؤثر ذلك على نسبة تأييد بايدن، لكن يبدو لي أنها ليست الرسالة الأكثر أماناً على المدى الطويل، وربما هي تساعد الرئيس الآن.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك