متخلفاً في استطلاعات الرأي، مع كون رئاسته للوزراء في حالة اضراب بعد عدد من الأزمات التي يبدو أنه قد صنعها بنفسه، يستعد بوريس جونسون رئيس الوزراء لأسبوع مليء بالمصاعب، بينما يكافح من أجل إقناع البلاد، وحتى إقناع حزبه، بأنه الرجل المناسب لقيادة المملكة المتحدة.
اقرأ المزيد:
لا يظهر أنه لدى المشاكل المتنامية ببطء المتعلقة بالادعاءات المؤذية حول حفلات عيد الميلاد التي انتهكت قواعد كوفيد-19 في العام الماضي أي علامة على التراجع، بينما يواجه جونسون أيضاً تمرداً واسع النطاق داخل حزبه المحافظ بسبب قواعد كوفيد -19 التي تم فرضها مؤخراً.
جونسون يجازف بخسارة مقعد لحزب المحافظين كان آمناً، لكن قد تتم خسارته خلال الانتخابات الفرعية التي أفرزتها استقالة عضو برلماني كان حليفاً مقرباً من جونسون.
طالع أيضاً:
تشتيت انتباه
تعد هذه الخلافات بمثابة تشتيت انتباه غير مرحب به بشكل خاص لجونسون في الوقت الذي يجب أن ينصب فيه اهتمامه الكامل على محاربة الزيادة في عدوى متحور "أوميكرون".
في خطاب قصير وكئيب وجهه جونسون للأمة ليلة الأحد، سعى إلى تغيير الحديث عبر كلامه عن موجة هائلة من حالات كوفيد التي تهدد بإرهاق هيئة الخدمات الصحية الوطنية المحبوبة للغاية في البلاد.
بينما استطاع جونسون التغلب على الفضائح من قبل، تتزايد الأدلة على أن الاضطرابات الأخيرة بدأت تلحق الضرر بسمعته كفائز محبوب - وهي نقطة ترويج رئيسية داخل حزبه ساعدته على تحقيق أغلبية ساحقة في انتخابات 2019.
وضع استطلاعان للرأي نشرا في عطلة نهاية الأسبوع "حزب العمال" في مرتبة متقدمة جداً على "حزب المحافظين" الذي ينتمي إليه جونسون، حيث أظهر أحدهما أن المعارضة قد حققت أكبر تقدم لها منذ عام 2014. وفي الوقت نفسه، يُعتقد أن الديمقراطيين الأحرار يتقدمون في سباق انتخابات يوم الخميس المميزة في نورث شروبشاير. إذا تمت خسارة هذا المقعد، فقد يواجه جونسون تحدياً يتعلق بقيادته.
طالع أيضاً:
موعد نهائي جديد
في البيان المتلفز الذي تم ترتيبه على عجل يوم الأحد، حدد جونسون نهاية العام كموعد نهائي لبرنامج تعزيز التطعيم في البلاد لمواجهة الزيادة في حالات "أوميكرون" - وهو هدف سيتطلب تسريعاً غير مسبوق في وتيرة الجرعات التي يتم منحها، لتصل إلى حوالي مليون جرعة في اليوم.
قبل ساعات من ذلك، رفعت المملكة المتحدة درجة التحذير من وباء كوفيد من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة، بسبب تضاعف عدد الإصابات الجديدة تقريباً يوم الأحد، مقارنة باليوم السابق. وكانت هذه الزيادة أيضاً حوالي ضعف العدد الإجمالي للإصابات في الدول الأوروبية الـ 23 مجتمعة.
جونسون قال في كلمته يوم الأحد: "هناك موجة هائلة من أوميكرون قادمة، وأخشى أنه بات من الواضح الآن أن جرعتين من اللقاح لا تكفيان لتوفير مستوى الحماية الذي نحتاجه جميعاً".
استجابةً للمتغير الجديد، شددت المملكة المتحدة القيود في الأيام الأخيرة، على الرغم من أن جونسون لم يفرض أي إجراءات جديدة يوم الأحد كان قريباً من فرضها.
مع ذلك، فإن المشاكل المتعلقة بقيود كوفيد-19، وخاصة بسبب قرب أعياد الميلاد، تضع رئيس الوزراء في وضع غير مستقر.
لا اختلاط
ذكرت صحيفة "ذا ميرور" يوم السبت، أن جونسون استضاف مسابقة احتفالية خلال عيد الميلاد من مقر إقامته في داوننغ ستريت في 15 ديسمبر من العام الماضي، عندما كانت لندن تخضع لقانون "عدم الاختلاط". زاد ذلك من الغضب الشعبي ضد جونسون، بعد أن شهد الأسبوع الماضي مزاعم عن إقامة حفلة عيد ميلاد أخرى في داوننغ ستريت في عام 2020، وتم تسريب مقطع فيديو منها يظهر موظفيه وهم يستخفون بإجراءات كوفيد.
ذكرت صحيفة "ذا تايمز" أن التحقيق الداخلي في تجمعات داوننغ ستريت أثناء عمليات الإغلاق سيشمل ما إذا كان جونسون شخصياً قد انتهك القانون.
في برنامج "أندرو مار شو" على "بي بي سي" يوم الأحد، قال زعيم "حزب العمال" كير ستارمر إنه "من الصعب للغاية أن نرى" كيف امتثل جونسون للقواعد.
أضاف ستارمر: "هذا مهم للغاية لأنه أضر بسلطته... إنه الآن ضعيف للغاية، وحزبه منقسم للغاية، ولا يمكنه تقديم القيادة التي تحتاجها هذه البلاد، لدينا تصويت مهم للغاية قادم في الأسبوع المقبل، ولا يمكنه حتى أداء الوظائف الأساسية للحكومة، إنه أسوأ زعيم ممكن في أسوأ وقت ممكن".
اقرأ أيضاً:
تمرد بين أنصار "بريكست"
في الواقع، أصبح بعض زملاء جونسون يتحدثون بصوت عالٍ عن معارضتهم لفرض أي قيود أخرى. ومن المتوقع أن يصوت البرلمان هذا الأسبوع على أحدث قيود لكوفيد، وقد يواجه جونسون تمرداً من قبل عشرات النواب من حزب المحافظين المعارضين لفرض إجراءات أكثر صرامة.
قد يفسر ذلك بعض الشيء سبب إجراء جونسون - وفقاً لصحيفة "التليغراف" - محادثات لتعيين ديفيد كانزيني ذي الخبرة كمستشار له.
من بين أولئك الذين يخططون للتمرد ستيف بيكر، المؤيد لـ"بريكست"، والذي كان شوكة في خاصرة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي. قال بيكر على قناة "سكاي": "أشعر أن 60 شخصاً على الأقل سيصوتون ضد الإجراءات الجديدة، هذه لحظة يجب أن يبدأ فيها كل فرد منا بحسن نية بالتفكير فيما يعنيه التعايش مع فيروس كورونا مثلما نحن متعايشين مع الإنفلونزا".