فرضت وزارة الخزانة الأمريكية قيوداً على الإصدارات الجديدة للديون السيادية لدولة بيلاروسيا، في تصعيد جديد من جانب الولايات المتحدة وحلفائها للضغط على نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وبالإضافة إلى حظر المعاملات وتمويل الديون السيادية لبيلاروسيا المبيعة في الأسواق الأولية والثانوية، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة أيضاً عقوبات بحق 20 فرداً و 12 كياناً، وحدد ثلاث طائرات باعتبارها ممتلكات مجمدة أو يُمنَع التصرف فيها.
قالت أندريا إم جاكي، مديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، في بيان: "الولايات المتحدة تقف إلى جانب شركائها وحلفائها الدوليين في فرض أعباء أو تكاليف على نظام لوكاشينكو لسلوكه المؤسف، بما في ذلك تهريب المهاجرين". وأضافت: "ستواصل وزارة الخزانة العمل مع المجتمع الدولي للتصدي للقمع والفساد والتعالي على حقوق الإنسان المعترف بها دولياً، الذي يمارسه نظام لوكاشينكو".
اقرأ أيضاً: لعبة الأمم في بيلاروسيا.. بوتين يدعم لوكاشينكو في مواجهة الغرب
انضم مئات الآلاف من الأشخاص إلى مسيرات سلمية في العاصمة مينسك وفي مدن عبر البلاد يوم الأحد الماضي، للمطالبة باستقالة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو وإطلاق سراح المعتقلين.
تُعَدّ تلك هي المرة الخامسة التي تفرض فيها وزارة الخزانة الأمريكية مجموعة من العقوبات على بيلاروسيا منذ الانتخابات الرئاسية في البلاد خلال أغسطس 2020، التي تقول الولايات المتحدة إنها كانت مزوّرة. وقالت وزارة الخزانة إنّ فرض العقوبات جرى بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا.
وافق الاتحاد الأوروبي أمس الخميس على فرض عقوبات جديدة ضد 17 فرداً و11 كياناً في بيلاروسيا، بما في ذلك شركة "بيلاروس نفط" المنتجة للنفط، فضلاً عن مسؤولي الحدود والقضاة في البلاد.
اتهم الحلفاء لوكاشينكو بتدبير أزمة مهاجرين من خلال استدراجهم، حسبما تردد، إلى حدود البلاد مع لاتفيا وليتوانيا وبولندا، رداً على تصعيد العقوبات التي فرضها التكتل الأوروبي بسبب حملته على احتجاجات المعارضة في أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها العام الماضي.
اقرأ أيضاً: كيف سخرت روسيا وبيلاروسيا الهجرة سلاحاً؟
تستهدف العقوبات الأمريكية الديون السيادية لـبيلاروسيا الجديدة ذات أجل استحقاق يزيد على 90 يوماً، المصدرة في 9 ديسمبر 2021 أو بعد ذلك التاريخ، كما تستهدف العقوبات شركة سياحة وشركة شحن مملوكة للدولة، وصادرات البوتاس وشركات الدفاع، بالإضافة إلى مسؤولي الأمن والمسؤولين المقربين من عائلة لوكاشينكو.
تُغري حكومة لوكاشينكو إغراء المهاجرين، بما في ذلك عديد من العائلات التي لديها أطفال صغار، بالسفر إلى بيلاروسيا من خلال تنسيق إصدار التأشيرات، وزيادة الرحلات الجوية من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا، ثم نقل الأشخاص إلى حدود الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حسبما قالت وزارة الخزانة الأمريكية في البيان.
اقرأ أيضاً: عقوبات أمريكية على بيلاروسيا تصيب مُنتِجاً رئيسياً لـ"البوتاس" عالمياً
وفقاً للبيان فإنه "بمجرد وصولهم إلى الحدود يوجّه المسؤولون في بيلاروسيا المهاجرين ويجبرونهم على عبور الحدود لتسهيل مرورهم إلى الاتحاد الأوروبي. ولا تسمح السلطات البيلاروسية لهم بالعودة إلى مينسك، لذا فإن عديداً من المهاجرين عالقون الآن على الحدود في بيلاروسيا، ويتعرضون لظروف الشتاء القاسية التي أودت بالفعل بحياة ما لا يقل عن 12 فرداً من الضعفاء".