انقلب اتجاه الهجرة من الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا العام الماضي للمرة الأولى منذ 1991، وذلك بمغادرة 94000 مواطن من الاتحاد الأوروبي البلاد خلال الوباء.
أدى ذلك الانخفاض الكبير إلى هبوط حاد في الهجرة الإجمالية، ويتباين الانخفاض الصافي في أرقام القادمين من الاتحاد الأوروبي العام الماضي بشكل صارخ مع 2019 و2018، عندما كان الارتفاع قد بلغ 32000 و51000 على التوالي.
أظهرت الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، أن إجمالي الهجرة الصافية انخفض بشكل كبير إلى 34000 فقط من المتوسط السنوي البالغ حوالي 250000 عبر العقد الماضي.
جونسون يرضخ لمطالب إصدار التأشيرات للسائقين بعد الأزمة البريطانية
قال مكتب الإحصاءات الوطنية، إن "بريكست" يُفسّر جزئياً هذا الانخفاض الذي يُساعد في تفسير سبب معاناة الشركات في توظيف العمال، خصوصاً في قطاعات مثل الضيافة والتجزئة، التي اعتمدت بشكل كبير على العمال الأجانب قبل تفّشي الوباء.
يؤدي الضغط لارتفاع الأجور والتضخّم إلى احتمال قيام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة في وقت مبكّر من الشهر المقبل.
قال مكتب الإحصاءات الوطنية إنه إلى جانب كوفيد-19 كان "بريكسيت" سبباً، لكنه "من الصعب فصل الآثار" بينهما. غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسمياً في يناير 2021.
أثر الوباء
يعكس الانخفاض في صافي الهجرة جزئياً القيود المفروضة على السفر الدولي لمكافحة انتشار وباء كورونا. شهدت بريطانيا آخر هجرة صافية لمواطني الاتحاد الأوروبي قبل 30 عاماً، حين غادرها 1000 أوروبي في وقت كان التكتل أصغر بكثير.
يشير إصدار التعداد السكاني المنفصل والأحدث من مكتب الإحصاءات الوطنية للسنة المنتهية في يونيو 2021 لاستمرار هذا الاتجاه. كما تشير التقديرات إلى أن عدد مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في بريطانيا انخفض بمقدار 200000 إلى 3.4 مليون بحلول تلك النقطة.
بريكست رفع صادرات بريطانيا من المصرفيين فقط
اندفع الانخفاض في الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي خلال العام حتى ديسمبر 2020، بعدد أقل من الأوروبيين القادمين إلى بريطانيا وليس مغادرة مواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في البلاد.
جاء إلى بريطانيا تقديرياً نحو 130 ألف مواطن من خارج الاتحاد الأوروبي في 2020، مع احتساب المغادرين، ولكن هذا الرقم كان منخفضاً بشكل حاد مقارنة بالسنوات الأخيرة، حين بلغ صافي الهجرة الى بريطانيا من خارج الاتحاد الأوروبي 277000 في 2019.
قال جاي ليندوب، مدير مركز الهجرة الدولية في مكتب الإحصاءات الوطنية: "رغم عدم وجود دليل على نزوح جماعي من بريطانيا في 2020، إلا أن قيود السفر العالمية تعني أن حركة الأشخاص كانت محدودة، وتشير جميع مصادر البيانات إلى أن الهجرة انخفضت لأدنى مستوى منذ سنوات عديدة".
وأضاف بقوله: "هذه أفضل تقديراتنا الحالية للهجرة الدولية خلال هذه الفترة... لكنها أرقام نموذجية تستند إلى بحث تجريبي وتخضع لمستوى عالٍ من عدم اليقين".