تسارع التضخم في روسيا للأسبوع الثاني، إذ أدى تراجع الروبل إلى زيادة الضغط على البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعه خلال ديسمبر.
ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 0.2% خلال الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر، حسبما أفادت دائرة الإحصاء الحكومية الفدرالية الروسية مساء أمس الأربعاء. يقارن ذلك بنسبة 0.18% في الفترة السابقة، ويضع نسبة التضخم منذ بداية 2021 حتى تاريخه عند 7.2%.
انخفض الروبل بنسبة 3% تقريباً مقابل الدولار في الأيام الخمسة الماضية بعد التصعيد الأخير في التوترات مع أوكرانيا.
مع اقتراب اجتماع لجنة السياسة النقدية الأخير في البنك المركزي الروسي في 2021، يتطلع المتداولون لمعرفة البيانات الأسبوعية في روسيا بحثاً عن إشارات تدل على أن محافظة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، من أوائل رؤساء البنوك المركزية الذين يشدّدون السياسة النقدية بالأسواق الناشئة هذا العام، من أجل التعامل مع نمو الأسعار.
القلق حالياً هو أن ضعف الروبل، مدفوعاً بتوترات الجغرافيا السياسية، سيُبقي نسبة التضخم راسخة عند أعلى مستوياته خلال أكثر من 5 سنوات.
ضعف الروبل
قال فيكتور زابو، مدير صندوق في "أبردين أسيت مانجمنت" في لندن: "نظراً إلى أهمية سعر الصرف، يتعين عليهم (مسؤولو البنك المركزي الروسي) أن يتفاعلوا مع ضعف الروبل، الذي يُدخِل الجغرافيا السياسية في السياسة النقدية، التي لا ينتمي إليها".
في الأسبوع الماضي، حذّرت نابيولينا من "مخاطر جسيمة" من تصاعد التضخم، وقارنت وضع روسيا بموقف ألمانيا والولايات المتحدة في حقبة السبعينيات من القرن الماضي.
قال كيريل تريماسوف، رئيس قسم السياسة النقدية، إنّ البنك المركزي سيتصرف "بشكل حاسم" لتهدئة التضخم، ويدرس "مجموعة واسعة" من الخيارات خلال الاجتماع المقبل في 17 ديسمبر.
ويراقب تجار المشتقات الوضع من كثب. تشير اتفاقيات السعر الآجل حالياً إلى رفع الفائدة أكثر من 150 نقطة أساس (1.5%) في الأشهر الثلاثة المقبلة.
رفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة بمقدار 325 نقطة أساس (3.25%) حتى الآن هذا العام، مسجلاً زيادة بمقدار 75 نقطة أساس في أكتوبر، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الزيادة التي توقعها الاقتصاديون.
قالت ناتاليا أورلوفا، كبيرة الاقتصاديين في مصرف "ألفا بنك" في موسكو: "سنرى تأثير سعر الصرف في أسعار المواد الغذائية في غضون أسابيع".