واحدة تلو الأخرى، تتخلى الدول التي سعت إلى القضاء على انتشار "كوفيد 19" من خلال إغلاق صارم عن سياسات عدم التسامح وتتعلم التعايش مع الفيروس، والاستثناء الأبرز هو الصين، التي قررت التمسك بالاستراتيجية.
الأسبوع الجاري، يخضع الموقف الجديد بين العديد من الدول تجاه فيروس كورونا لاختبار كبير في سنغافورة، التي شهدت مؤخراً أكبر تفشٍ للوباء. وذلك عبر النقاشات الجارية في منتدى الاقتصاد الجديد الذي تنظمه "بلومبرغ".
اقرأ المزيد: الهند تعيد فتح أبوابها للسياحة الأجنبية بعد 20 شهراً من الإغلاق
في حلقة خاصة من بودكاست "ستيفانوميكس" (Stephanomics)، تناقش المضيفة ستيفاني فلاندرز مع مدير تحرير "NEF" أندرو براون، عزم سنغافورة على المضي قدماً في عقد الاجتماع السنوي للقادة السياسيين والتجاريين والأكاديميين.
من نواحٍ عديدة، تبدو سنغافورة عازمة على الإشارة إلى أنها مفتوحة لممارسة الأعمال وأن "البقاء في وضع الإغلاق لم يعد خياراً"، كما يقول براون، وهي مقامرة تتخذها الدول الأخرى في المنطقة حالياً، بما في ذلك نيوزيلندا، والتي أشاد كثيرون باحتوائها للفيروس من خلال قيود صارمة على الحياة اليومية، ولكنها لم تتمكن من التخلص من معدل إصابة ثابت.
طالع أيضاً: "كوفيد" سرق 28 مليون سنة من حياة سكان 31 دولة في العام الماضي
في الوقت الحالي، تقاوم الصين التخلي عن سياسة عدم التسامح، ولا تزال على استعداد للإغلاق عند أصغر إشارة لتفشي المرض، ومع ذلك، فإن هذا النهج يأتي بتكلفة كبيرة على اقتصادها، حسبما قال توم أورليك، كبير الاقتصاديين في "بلومبرغ"، ويحذر أورليك من أن الصين تواجه أيضاً تهديدات من نقص الطاقة والأزمة في صناعة العقارات العملاقة، ما قد يقلص النمو السنوي التقليدي للبلاد البالغ 6% و7% إلى النصف في 2022.