"إيرباص": الإحلال سيقود الطلب على الطائرات الجديدة خلال العقدين القادمين

تعرضت شركات الطيران لضربة قوية أثناء جائحة كورونا لكنها تأمل في التعافي سريعاً من تحسن الطلب والاتجاه نحو الطيران المستدام - المصدر: بلومبرغ
تعرضت شركات الطيران لضربة قوية أثناء جائحة كورونا لكنها تأمل في التعافي سريعاً من تحسن الطلب والاتجاه نحو الطيران المستدام - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أكدت شركة "إيرباص" أن وباء فيروس كورونا الذي أدى إلى وقف عمليات بيع الطائرات لا يُعتبر سوى تراجع مؤقت، حيث إن عمليات إحلال الطائرات ذات الصلة بجهود تخفيض انبعاثات الكربون ستسفر عن نمو في الطلب على مدى العقدين القادمين.

"إيرباص" ترفع مستهدف الأرباح في 2021 لتعزيز تميزها على "بوينغ"

قالت شركة صناعة الطائرات الأوروبية، يوم السبت، إن شركات خطوط الطيران وشركات تأجير الطائرات بجانب شركات الشحن الجوي ستشتري ما يفوق 39 ألف طائرة ركاب وطائرة شحن حديثة حتى حلول سنة 2040، لتزيح الستار عن توقعاتها الأولى منذ عامين الخاصة بالسوق على المدى الزمني الطويل قبيل معرض دبي للطيران.

لم تشهد الأرقام تغيرات كثيرة حيال توقعات شركة "إيرباص" التي وصلت إلى 39,200 طائرة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2019 و2038، في آخر توقعات صدرت عن شركة صناعة الطائرات الأوروبية.

وعلى الرغم من ذلك، تدلِّل التوقعات على أن شركات صناعة الطائرات فقدت عامين من النمو في ظل تفشي وباء كوفيد، مع الأخذ في الاعتبار أن السنوات التالية للتوقعات ذات الأجل الطويل تنطوي بصفة عامة على أرقام متوقعة أعلى من تلك التي جرى استبدالها.

"بوينغ" تتلقّى طلبات لشراء وتعديل 150 طائرة شحن

الطيران المستدام

قال كريستيان شيرير، مدير الشؤون التجارية ورئيس شركة "إيرباص إنترناشيونال": "من المبكر الزعم بأننا خرجنا من الأزمة". وتابع: "ما زالت توجد لدينا بعض الأسئلة، على غرار هل يريد المجتمع الإسراع من وتيرة التوجه نحو قطاع طيران مستدام وإلى أي مدى سيتعافى نشاط السفر على مستوى رجال الأعمال".

ستعوِّل شركة "إيرباص" ومنافستها الأمريكية شركة "بوينغ" على خروج الطائرات القديمة على نحو متسارع من الخدمة والطائرات الأقل كفاءة بالنسبة لاستهلاك الوقود، وهو ما يؤجج القدرة على امتصاص الإنتاج، بينما تحاول شركات الطيران القيام بتطوير أوراق اعتمادها الخاصة بالمناخ.

قامت شركة "إيرباص"، التي تتخذ من مدينة تولوز الفرنسية مقراً لها، بتعليق الإعلان عن التحديث السنوي الخاص بأرقام العام الماضي، لأن تأثير الجائحة على المدى الطويل لم يكن جلياً.

قال شيرير: "بينما يكتمل تعافي الاقتصادات وقطاع النقل الجوي، نتوقع وجود طلب متنامي، لكنه ناجم عن عمليات الإحلال وليس النمو". تابع "تعتبر عمليات الإحلال المحرك الأكثر أهمية في الوقت الحالي بالنسبة للتخلص من انبعاثات الكربون".

زيادة الإنتاج

توجد لدى شركة صناعة الطائرات الأوروبية خطط لرفع مستوى الإنتاجية بطريقة طموحة تتعلق بعائلة الطائرات من طراز "إيه 320" ليصل إلى 75 طائرة شهرياً مع حلول منتصف العقد الحالي. ومع حلول سنة 2040، تتوقع "إيرباص" أن أغلبية الطائرات التجارية العاملة في الخدمة ستكون من جيل جديد، لتحقق صعوداً بنسبة تبلغ نحو 13% عن الوقت الحالي.

تتوقع "إيرباص" وجود طلب في السوق بالكامل يصل إلى 29,700 طائرة من النوع الذي تُصنِّفه على أنه صغير – مثل طائرات "إيه 220" وطائرات "إيه 320" ذات البدن الضيق - بالإضافة إلى 5,300 طائرة أخرى كطلب على طائرات متوسطة مثل الطائرة "إيه 321 أكس إل أر" والطائرة "إيه 330 نيو".

كما تتوقع الانتهاء من 4 آلاف عملية تسليم مع حلول عام 2040 بالنسبة للطائرات كبيرة الحجم، والتي تُقدمها في الوقت الحالي شركة "إيرباص" فقط من خلال طائرة ذات ممر مزدوج من طراز "إيه 350"، في ظل التوقف عن إنتاج الطائرة العملاقة من طراز "إيه 380".

تتضمن هذه الأرقام طائرات شركة "بوينغ" التي تنافسها شركة "إيرباص" – والتي تشمل طائرات من طراز "737 ماكس" ذات الممر الواحد وطائرة من طراز "787 دريملاينر" والطائرة ذات البدن العريض من طراز "777".

يواكب تقرير شركة "إيرباص" على نحو كبير التقرير الصادر عن منافستها الأمريكية في شهر سبتمبر الماضي، رغم أن الشركتين تقومان بتصنيف القطاعات بطريقة متباينة، وهو ما يترك مجالاً صعباً لعقد المقارنات على نحو دقيق.

المنافسة في قطاع الشحن

تأتي الطائرات المخصصة للشحن من بين المجالات التي ستشهد صعوداً في حجم الطلب. تشير "إيرباص" في توقعاتها "إلى تصنيع 880 طائرة حديثة مع حلول سنة 2040"، لتصعد بذلك من 855 طائرة حديثة وفقاً لتوقعاتها قبل سنتين، في ظل وجود عدد من عمليات الإحلال لطائرات الركاب الأقدم كانت أقل من توقعاتها في السابق.

تفرض شركة "بوينغ" هيمنتها على السوق، بيد أن شركة "إيرباص" تحاول جاهدة الوصول إلى شريحة منه، ونجحت في الحصول على قرار مجلس الإدارة بالموافقة على إطلاق نموذج لطائرة الشحن من طراز "إيه 350"، وذلك في شهر يوليو الماضي.

قال شيرير إنه برغم الهوس الحالي بطائرات الشحن بسبب عدم توفر طائرات شحن بدون مقاعد في الممرات، سيكون مداه قصير على الأرجح، إلا أن شركة "إيرباص" ما زالت واثقة من اتخاذها لقرار منطقي يتعلق بالشروع في إنتاج طائرة الشحن من طراز "إيه 350". أضاف أن السبب يعود جزئياً إلى وجود حاجة إلى طائرات شحن ذات انبعاثات أقل تلويثاً للبيئة.

قال تيد كولبير، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "بوينغ غلوبالت سيرفيسس"، يوم السبت في دبي، إن شركة "بوينغ" بالنسبة لها ربما تتشارك مع شركات متخصصة، من بينها شركة "إسرائيل أيروسبيس إنداستريز ليمتد" وشركة "ماموث فرايتيرس" لتحويل طائرات الركاب النفاثة ليجري استعمالها في أغراض الشحن، لكي تواكب الطلب المتنامي على طائرات الشحن.

توقعت "بويننغ" أن يصل الطلب على طائرات الشحن من الحجم الكبير إلى 2,610 طائرات حتى سنة 2040، من بينها 1,720 ستشهد تعديلات على طائرات ركاب قديمة لتلائم أغراض الشحن، وستجري تلبية الطلب المتبقي من خلال الإنتاج الحديث.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك