لمّح الديمقراطيون إلى أنهم سيقبلون عرض زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونل برفع سقف ديون الولايات المتحدة الأمريكية حتى نهاية شهر ديسمبر، ما يجنب البلاد خطراً آنياً بالعجز عن تغطية التزاماتها، لكنه يعزز فرصة اندلاع معركة سياسية شرسة أخرى مع اقتراب نهاية العام.
أعلن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ تشوك شومر في وقت مبكر من اليوم الخميس أن الجانبين "يحققان تقدماً كبيراً"، وأنه يأمل في التوصل إلى اتفاق في الصباح.
أجّل مجلس الشيوخ أمس الأربعاء محاولة كان الديمقراطيون يخططون لها بهدف تقديم تشريع يعلق شرط سقف المديونية، الذي كان الجمهوريون يستعدون لعرقلته.
اقرأ المزيد: الكونغرس ينهي تعليق سقف الديون الفيدرالية
صُمم عرض ماكونل بالأساس لمواجهة خدع الديمقراطيين وتهديداتهم بعد تصريحاتهم بأن عملية التفاوض امتدت وطالت إلى حد أنها لم تعُد تصلح وسيلة لرفع حدود الاقتراض قبل الموعد النهائي المحدد في وقت لاحق من الشهر الجاري. وقال مصدر مطلع إن خطوة ماكونل تكشف أمام الرأي العام استعداد الجمهوريين لإبداء المرونة مع اقتراب مخاطر تعثر الحكومة في تغطية التزاماتها.
يأتي العرض الجمهوري أيضاً بعد تصريحات الرئيس جو بايدن للصحفيين مساء الثلاثاء الماضي بأن أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين يناقشون حالياً إقرار تعديل مؤقت على قواعد المناقشة المطولة داخل المجلس حتى تسمح بتمرير قرار رفع سقف المديونية، مؤكداً أنها "إمكانية حقيقية". ومع ذلك يجب على جميع الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ التعاون في تحقيق ذلك، لكن عضو المجلس عن الحزب الديمقراطي في ولاية غرب فيرجينيا جو مانتشين قال للصحفيين أمس الأربعاء إنه لن يدعم تلك الإجراءات.
أزمة نهاية العام
قال الديمقراطيون إنهم لا يزالون في انتظار تسلُّم اقتراح ماكدونل مكتوباً، لكنهم أكدوا أن فترة الشهرين ستمنح الحزب وقتاً كافياً للتركيز على المناقشات الداخلية بشأن خطة بايدن الاقتصادية البالغة قيمتها 4 تريليونات دولار، بدلاً من ضياع أسابيع في التنازع حول سقف المديونية داخل مجلس الشيوخ.
يلين تحث المشرعين على الاتفاق الحزبي لرفع سقف الديون الأمريكية
سترفع خطة الجمهوريين سقف المديونية بقيمة محددة وثابتة على أن تكون كافية لإسعاف الخزانة العامة وتعويمها حتى نهاية شهر ديسمبر، وعندها سينبغي على الكونغرس التصويت مرة أخرى بهدف تجنب التعثر. وقد يتزامن هذا التصويت مع محاولة الديمقراطيين تمرير خطة ضخمة للإنفاق والضرائب.
يتزامن ذلك أيضاً مع موعد التزام الكونغرس التدخل مرة أخرى لتمويل الحكومة في إطار الإنفاق العادي للسنة المالية، وتجنب إغلاقها بعد الثالث من ديسمبر.
أعلن الديمقراطيون أنهم لم يتخذوا قراراً بشأن ما سيفعلون عندما تُطرح قضية سقف المديونية مجدداً في ديسمبر، وقالوا إنهم سيواصلون المعارضة باستخدام "التوافق" لتمرير زيادة طويلة الأجل في سقف الديون استناداً إلى أصوات الديمقراطيين فقط، كما طالب ماكدونل.
بايدن يجتمع بالرؤساء التنفيذيين لمناقشة مخاطر التخلف عن سداد الديون
قال السيناتور بيرني ساندرز، رئيس لجنة الموازنة بمجلس الشيوخ: "سنسدد ديوننا، ولدينا شهران نقرر فيهما إلى أين سنتجه من النقطة الحالية".
قدم ماكدونل عرضه، إذ كان يتعرض لانتقاد مستمر من الرئيس بايدن والديمقراطيين بأنه يتصرف بعدم مسؤولية عندما يعطل محاولة رفع سقف المديوينة، مخاطراً بوقوع كارثة اقتصادية. وتعكس محاولة الوصول إلى اتفاق أيضاً زيادة التوتر بين بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين بسبب اقتراب البلاد أكثر من حافة التعثر المالي.
معركة سقف الدَّين الأمريكي قد تزيد رغبة المستثمرين في سندات الخزانة كملاذ آمِن
وفي حين أعلن الديمقراطيون أن العرض بمثابة انتصار لهم، فإنه يتركهم في موقف سياسي عصيب. ففي غضون شهرين سيواجهون نفس المعركة، وعليهم صياغة استراتيجية محددة لتجنبها. وإذا لم يستسلم الجمهوريون تماماً فسيضطر الديمقراطيون إلى وضع رقم محدد بقيمة ما يرغبون في زيادته على سقف المديونية، وهو رقم سيستخدمه الجمهوريون بالتأكيد في دعايتهم في أثناء حملة 2022 لانتخابات الكونغرس.
إن محاولة ماكونل لدفع الديمقراطيين إلى استخدام عملية التوافق من أجل زيادة سقف المديونية ستجعل الجمهوريين بمنأى عن هذه العملية تماماً. قال شومر، زعيم الأغلبية، عدة مرات إن الوقت لا يكفي لعملية التوافق، التي يؤكد خبراء الموازنة أنها ستستغرق نحو أسبوعين. وحذرت وزيرة الخزانة جانيت يلين أعضاء الكونغرس بأن وزارتها قد تنضب منها الموارد المالية بحلول 18 أكتوبر إذا لم يُتخذ إجراء تشريعي لمعالجة مسألة سقف المديونية.