يختار الحزب الحاكم الياباني غداً الأربعاء زعيماً جديداً بعد انتهاء فترة ولاية رئيس الوزراء، يوشيهيدي سوغا، ليقود ثالث أكبر اقتصاد عالمي أثناء محاولته التعافي من الوباء.
يتنافس المرشحون فوميو كيشيدا، ساني تاكايشي، تارو كونو، وسيكو نودا، في واحدة من أكثر الانتخابات انفتاحاً على منصب زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم منذ عقد من الزمان. من المتوقع أن يستخدم الحزب الليبرالى الديمقراطى أغلبيته البرلمانية لانتخاب الفائز بمنصب رئيس الوزراء القادم، في جلسة استثنائية بتاريخ 4 أكتوبر.
تعتقد الأسواق أن الزعيم القادم سيدعم خطة تحفيزية كبيرة، وساعد ذلك مؤشر "نيكاي 225" على الارتفاع بنسبة 8% تقريباً في شهر سبتمبر، وهو ما يعتبر الأداء الأفضل بين أكثر من 90 مؤشراً عالمياً تقوم "بلومبرغ" بتتبعها.
اقرأ أيضاً: مؤشر "نيكاي" للأسهم اليابانية يرتفع لأعلى مستوى في 31 عاماً
وفي إحدى الإجراءات الأخيرة له كرئيس للوزراء، وضع سوغا نهاية لحالة الطوارئ الناتجة عن الوباء في نهاية الشهر، الأمر الذي قد يدفع الاقتصاد قدماً من خلال تخفيف القيود التي حدت من عمليات المطاعم والأماكن الأخرى.
بعيداً عن الاقتصاد، يتعين على الزعيم الجديد أيضاً موازنة العلاقات مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لليابان، والصين، أكبر شريك تجاري للبلاد، في الوقت الذي تختلف فيه القوتان حول قضايا متنوعة.
إليكم نظرة على كبار المتنافسين:
تارو كونو.. وزير الإصلاح الإداري (58 عاماً)
إن انتصار الوزير المحنك على "تويتر" من شأنه أن يرفع قائد حملة التطعيم اليابانية إلى مكانة ستمكِّنه من الدفع قدماً بدعواته لتطوير الطاقة المتجددة، وتحديث الأنظمة القديمة التي ستقوم بإبطاء عجلة البيروقراطية.
شغل كونو سابقاً منصبي وزير الخارجية والدفاع، ويتحدث الإنجليزية بطلاقة على النقيض الصارخ من سوغا، وتقريباً كل رئيس وزراء ياباني آخر أظهر إتقاناً محدوداً للغة.
كان كونو الخيار الأول لمنصب رئيس الوزراء القادم بين الجمهور، الأمر الذي قد يساعد الحزب الليبرالي الديمقراطي في خوض الانتخابات الوطنية بعد أسابيع قليلة من اختيار الزعيم الجديد.
السياسات:
● الحزمة التحفيزية: يدعم الإنفاق في حالات الطوارئ، لكنه لم يقدم أي مبلغ تقديري نظراً لأنه يعتبر أن المحتوى أهم من الحجم.
● السياسة النقدية: يرى صعوبة في تحقيق الهدف التضخمي البالغ 2%، لكنه يؤمن بأن النمو يُحفّز التضخم وليس العكس. سبق له أن دعا بنك اليابان إلى وضع خطة خروج من التيسير العدواني.
● الطاقة: تراجع جزئياً عن معارضة الطاقة النووية، قائلاً إنه من الواقعي إعادة تشغيل المحطات النووية، إذا كان من الممكن التأكيد على عوامل الأمان، التي تعد جزءاً من تحركات البلاد لتحقيق أهداف المناخ.
● الصين: يشعر بالقلق إزاء صعود الصين، وسبق له أن قال إنه يتعين على اليابان الانضمام إلى مجموعة "العيون الخمس" الاستخباراتية التي تضم أستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، وبريطانيا، والولايات المتحدة.
فوميو كيشيدا.. وزير الخارجية السابق (64 عاماً)
فوز المصرفي السابق كيشيدا، الذي سخر أثناء حملته الانتخابية من الآراء التي اعتبرته مملاً، من شأنه أن يضعه في مكانة تسمح له بتوجيه الحزب المحافظ الحاكم قليلاً إلى اليسار، والمضي قدماً في خطته الرامية إلى إنفاق عشرات التريليونات من الين لتخفيف التداعيات الاقتصادية للوباء.
كيشيدا، الذي شن حملة للقضاء على الأسلحة النووية، شغل منصب وزير الخارجية السابق، ويقود فصيلا خاصا به يميل نحو الليبرالية داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي.
لعب كيشيدا دوراً رئيسياً أيضاً في رحلة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام 2016 إلى هيروشيما، والتي تعهد فيها الزعيم الأمريكي بالسعي وراء عالم يخلو من الأسلحة الذرية.
السياسات:
● الحزمة التحفيزية: يقول إنه يجب إنفاق عشرات التريليونات من الين فوراً، ولكنه لم يحدد مزيداً من التفاصيل.
● السياسة النقدية: يُفضِّل الحفاظ على التيسير النقدي والهدف التضخمي البالغ 2%.
● الطاقة: يدعم إعادة تشغيل المفاعلات النووية المتوقفة، وذلك للمساعدة في الوصول إلى صافي الانبعاثات الكربونية الصفرية بحلول العام 2050.
● الصين: في نقاش على "يوتيوب" هذا الشهر، اتهم بكين بالرغبة في تصدير "نظامها الفاشستي إلى العالم"، قائلاً إن اليابان بحاجة إلى الدفاع عن "القيم العالمية"، ومضيفاً أن تايوان ستكون أيضاً "المشكلة الكبيرة التالية" التي سوف تواجه الحكومة.
ساناي تاكايشي.. وزيرة الداخلية السابقة (60) عاماً
فوز تاكايشي المحافظة القوية، والتي سعت إلى التميُّز من خلال التعبير عن آرائها المتشددة بشأن الصين، سيجعلها السيدة الأولى التي تتولى قيادة البلاد، فيما قد يُشكِّل تغييراً جذرياً في الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي يهيمن عليه الرجال.
تفتقر تاكايشي إلى شعبية منافسيها، كيشيدا وكونو، لكنها تتمتع بدعم رئيسها السابق، شينزو آبي، رئيس الوزراء الأسبق، وتعهدت بدعم أولوياته الخاصة بالحفاظ على السياسة النقدية المتساهلة للغاية.
كانت تاكايشي أيضاً زائرة دائمة إلى ضريح ياسوكوني في طوكيو، الذي يكرِّم رفات 14 مجرم حرب من الدرجة الأولى جنباً إلى جنب مع ضحايا الحرب الآخرين. ينظر ضحايا الجيش الإمبراطوري الياباني إلى هؤلاء باعتبارهم رمزاً للنزعة العسكرية السابقة في البلاد.
قالت تاكايشي إنها ستستمر في زيارة الضريح، حتى وإن أصبحت رئيسة للوزراء، الأمر الذي سيثير ردود أفعال عنيفة من قبل دول مثل الصين وكوريا الجنوبية.
السياسات:
● الحزمة التحفيزية: تدعم الإنفاق الذكي والحاسم أثناء الأزمة، لكنها لم تحدد مبلغاً. تفكر في إصدار غرامة على إصدار السندات الإضافية.
● السياسة النقدية: تعطي الأولوية للهدف التضخمي البالغ 2% على حساب رصيد الموازنة الأولية.
● الطاقة: تؤيد مسألة الطاقة النووية، وتقلق من مشاكل الطاقة الشمسية بما في ذلك صعوبة إعادة تدوير الألواح الشمسية.
● الصين: تدعم قيام الولايات المتحدة بإعادة الصواريخ متوسطة المدى إلى قواعدها الأمريكية في اليابان، رغم قول بكين إنها سترد على أي دولة تقبل بمثل هذا الانتشار.
سيكو نودا.. وزيرة الشؤون الداخلية السابقة (61 عاماً)
تحاول نودا أيضاً أن تكون أول زعيمة منتخبة للحزب الليبرالي الديمقراطي، لكنها تأخرت في السباق الانتخابي، وتشير أرقام الاقتراع داخل الحزب إلى أنها لا تتمتع بأي فرصة تقريباً للفوز. قالت وزيرة الشؤون الداخلية السابقة إن أولويات سياستها تركز على رعاية الفئات المستضعفة مثل الأطفال، والأشخاص ذوي الإعاقة.
السياسات:
● تريد تقديم منحة بسعر موحد لجميع العاملين.
● تؤيد خفض عدد المقاعد البرلمانية
● تدعم دخول تايوان في الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة العابرة للمحيط الهادئ.