قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إن دول آسيا الوسطى يمكن أن تُطلق العنان لإمكاناتها الاقتصادية الهائلة من خلال ربطها بميناء تشابهار المدعوم من الهند في إيران، مما يجعل بلاده تدفع من أجل تعزيز الروابط التجارية في منطقة شهدت استثمارات تتدفق من الصين.
وكان من المفترض أن يفتح ميناء تشابهار، الذي استغرق بناؤه سنوات، طريقاً مهماً لربط أفغانستان بآسيا الوسطى مع تجاوز المنافس الرئيسي للهند، ألا وهو باكستان.
صعوبات تشغيلية
ومع وجود طالبان في السلطة، فقد يواجه الميناء بيئة تشغيلية أكثر صعوبة على الرغم من أن الجماعة المتشددة قالت إنها تريد استمرار العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الهند.
في هذا الصدد، قال مودي، الذي كان يخاطب منظمة شنغهاي للتعاون – وهو اجتماع لقادة دول معظمها جيران لأفغانستان، إن دول آسيا الوسطى ستستفيد من الربط مع سوق الهند الواسع.
كما قال مودي في خطاب ألقاه عبر رابط فيديو في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون في طاجيكستان: "ظلت الإمكانات الاقتصادية الهائلة لآسيا الوسطى غير مستغلة بسبب التطرف والراديكالية. وإذا كانت المنطقة تريد الاستفادة من الوقود الأحفوري أو التجارة داخل منظمة شنغهاي للتعاون، فسنحتاج إلى زيادة التركيز على الارتباط".
الجدير بالذكر أن أفغانستان كانت من بين القضايا التي ناقشها زعماء منظمة شنغهاي للتعاون يومي الخميس والجمعة في دوشانبي عاصمة طاجيكستان. وتضم المنظمة المكونة من ثمانية أعضاء الهند، والصين، وباكستان، في حين أن أفغانستان ليست عضواً فيها.
ميناء "تشابهار"
فضلاً عن ذلك، كان استمرار تشغيل ميناء تشابهار مصدر قلق للهند حيث تواجه منافسة من الصين على النفوذ في المنطقة. وقد استثمرت بكين بكثافة في ميناء جوادر في باكستان، على بعد حوالي 100 كيلومتر (62 ميلاً) إلى الشرق عبر الحدود الإيرانية مع باكستان.
ووفقاً لتقارير إخبارية، رفضت طالبان الانضمام إلى محادثات مع الهند، وإيران، وأوزبكستان بشأن ميناء تشابهار وممر النقل بين الشمال والجنوب، مما أثار بعض الغموض بشأن مستقبلها لأن أفغانستان هي حلقة وصل مهمة في الطريق البالغ طوله 7,200 كيلومتر.
كذلك، دعمت الهند الممر بين الشمال والجنوب، والذي يشمل الطرق السريعة والسكك الحديدية التي تربط تشابهار في إيران بروسيا، الأمر الذي سيختصر الوقت الذي تستغرقه الشحنات بين أسواق أوروبا وآسيا الوسطى.
وفي وقت سابق من هذا العام، اقترحت نيودلهي مجموعة عمل رباعية بين الهند، وأوزبكستان، وإيران، وأفغانستان لمناقشة الاستخدام المشترك لميناء تشابهار.
ما من شكٍ في أن هذه المشاريع تواجه حالياً تأخيرات، وقد يكون لها دور تلعبه في الهند حيث تخطت هدفها المتمثل في زيادة الصادرات الإجمالية للبضائع بمقدار 400 مليار دولار في عام 2021-2022. وبلغ حجم تجارة الهند مع منطقة آسيا الوسطى بأكملها بما في ذلك روسيا 16.1 مليار دولار فقط في عام 2020، أي 2٪ فقط من إجمالي أحجامها السنوية.