ارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية بنحو غير متوقع في أغسطس، إذ إن الزيادة في المشتريات عبر أغلب الفئات عوَّضت الضعف لدى وكلاء السيارات، وهو ما يكشف عن طلب استهلاكي مرن على البضائع.
أظهرت أرقام وزارة التجارة، يوم الخميس، أن قيمة مشتريات التجزئة الإجمالية ارتفعت بنسبة 0.7% الشهر الماضي بعد تراجع معدَّل هبوطها بنسبة 1.8% في يوليو.
وباستثناء السيارات، ارتفعت المبيعات بنسبة 1.8% في أغسطس، وهي أكبر زيادة في خمسة أشهر.
وكان متوسط التقديرات في مسح لاقتصاديين أجرته "بلومبرغ" توقع تراجعاً بنسبة 0.7% في إجمالي مبيعات التجزئة، وتراوحت التوقعات بين تراجع بنسبة 3.3% ومكسب بنسبة 1.1%.
وانخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، وصعد العائد على أذون الخزانة لأجل 10 سنوات، وتقدم الدولار بعد التقرير.
موسم عودة المدارس
ويشير التحسن المفاجئ في المبيعات، المدعوم جزئياً بموسم تسوق العودة إلى المدارس والمدفوعات إلى ملايين الأسر ذات الأطفال، إلى طلب صحي على البضائع.
وأظهر التقرير مبيعات أقوى لشركات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت ومتاجر البضائع العامة ومنافذ بيع الأثاث ومتاجر البقالة.
ويعيق متحور "دلتا" الطلب على الخدمات مثل السفر والترفيه، والذي ربما سمح للأمريكيين بتحويل إنفاقهم مجدداً للبضائع.
وأظهرت بيانات مبيعات التجزئة ركوداً في مبيعات المطاعم والحانات، فئة الإنفاق الخدمي الوحيدة في التقرير، وفي نفس الوقت قفزت مبيعات متاجر البقالة بنسبة 2.1%.
وقال مايكل بيرس، اقتصادي أمريكي أول في "كابيتال إيكونوميكس"، في مذكرة: "رغم أن الإنفاق على البضائع كان أقوى مما توقعنا، فإن ذلك على الأغلب سيضيف على النقص في المعروض المشهود في الأشهر الماضية، بينما يشير ركود الإنفاق في المطاعم والحانات إلى أن التعافي الأوسع في الاستهلاك الخدمي فقد زخمه على الأرجح".
وأدت زيادة حالات الإصابة بفيروس كوفيد- 19 وارتفاع الأسعار وتحديات سلسلة التوريد المستمرة إلى موجة من خفض توقعات النمو الاقتصادي في الربع الثالث خلال الأسابيع الماضية.
في وقتٍ سابق من الشهر الجاري، خفَّض الاقتصاديون في "غولدمان ساكس" توقعاتهم للاستهلاك في الربع الثالث إلى تراجع سنوي بنسبة 0.5% بسبب تأثير متحور "دلتا" على الإنفاق على الخدمات.
تراجع مبيعات السيارات
وفقاً لتقرير وزارة التجارة، سجلت 10 فئات من أصل 13 زيادة في المبيعات، وانخفضت المبيعات لدى تجار السيارات والإلكترونيات والأجهزة المنزلية والسلع الرياضية ومتاجر الهوايات.
وتراجعت مبيعات تجار السيارات وقطع الغيار بنسبة 3.6% في أغسطس، بعد انخفاضٍ نسبته 4.6% في الشهر السابق، وهو ما يعود إلى ارتفاع الأسعار ومحدودية المخزون ما أدى إلى انخفاض مبيعات السيارات إلى أضعف مستوى لها منذ أكثر من عام، بحسب مجموعة "واردز أوتوموتيف غروب".
أيضاً واجه الأمريكيون ارتفاعاً في الأسعار عبر مجموعة متنوعة من السلع والخدمات في الأشهر الماضية، بعد أن مررت الشركات - جزئياً على الأقل - تكاليف إضافية مرتبطة بالقيود المفروضة على المواد والعمالة، ومدى تأثير ذلك على بيانات مبيعات التجزئة غير واضح حيث لم يتم تعديل الأرقام وفقا لتغيرات الأسعار.
وقفزت مبيعات "المجموعة الضابطة"، المستخدمة في حساب الناتج المحلي الإجمالي، ولا تتضمن الخدمات الغذائية وتجار السيارات ومخازن مواد البناء ومحطات البنزين، بنسبة 2.5% في أغسطس، وهي أكبر زيادة في خمسة أشهر.