يتوجه الرئيس الإيراني الجديد إلى طاجيكستان في أول رحلة خارجية له، مترقباً الفوز بعضوية نادٍ أوروبي آسيوي آخذ في التوسع بقيادة الصين وروسيا، ساعدت قوته الاقتصادية طهران في تخفيف العقوبات الأمريكية عليها.
تأسست منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) قبل عقدين من الزمن في مدينة سانت بطرسبرغ، وتضم حالياً ثمانية أعضاء يمثلون نصف سكان العالم وربع ناتجه الاقتصادي.
تسعى إيران إلى الانضمام إلى التكتل الذي يضم أيضاً الهند وباكستان منذ عام 2005، إذ باتت عضوية النادي هدفاً رئيسياً لتيار المحافظين، الذين أصبحوا بعد انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً في شهر يونيو الماضي يسيطرون على كل أدوات السلطة. وهم يرغبون في التوصل إلى تكامل اقتصادي أكثر إحكاماً مع بكين وموسكو لتيسير استبدال بعض التجارة الخاضعة للعقوبات مع الاقتصادات الغربية.
فمع أن رئيسي لمّح إلى نية إدارته العودة إلى المفاوضات المتوقفة في فيينا بشأن رفع العقوبات الأمريكية وكبح البرنامج النووي الإيراني، لكن من غير الواضح متى سيجري استئناف المحادثات.
تذليل العقبات
تضم منظمة شنغهاي للتعاون بعض عناصر الأمن المتبادل، مثل نهج مشترك لمكافحة الإرهاب. ومع ذلك فإن أهداف ميثاقها تميل بقوة نحو التعاون التجاري والاقتصادي، بما في ذلك التطوير المشترك لـ"أنظمة الطاقة" و"النمو الاقتصادي المتوازن"، دون السماح لأي دولة بالسيطرة. وتلتقي المجموعة على مدى يومين من الاجتماعات تبدأ اليوم الخميس.
علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، صرح الشهر الماضي بأن العقبات السياسية التي كانت تمنع إيران في السابق من الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون قد أزيلت. وأكدت وسائل إعلام روسية الأسبوع الماضي أن إيران ستُمنح العضوية هذا الأسبوع، مُضيفةً أن العملية قد تستغرق سنوات حتى تكتمل.
ينعقد الاجتماع في مدينة دوشانبي في دولة طاجيكستان، وسط تصاعد التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب الجهود الدولية لإحياء الاتفاقية التاريخية لعام 2015 بين الجمهورية الإسلامية والقوى العالمية الست. وساعد الدعم الدبلوماسي والمالي الصيني والروسي في تخفيف تأثير العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السباق دونالد ترامب على طهران.
في سياقٍ متصل، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن "مناقشة استراتيجية" حول المصالح المشتركة مع نظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي، بعد أيام فقط من إرسال مبعوث كبير إلى موسكو لإجراء محادثات حول كيفية إقناع إيران بالعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي.
وقال المفاوض الأمريكي روب مالي عن الصين وروسيا خلال مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" هذا الشهر: "بالطبع لدينا اختلافات في وجهات النظر، لكنهم حثّوا إيران أيضاً على العودة إلى طاولة المفاوضات واتخاذ موقف واقعي".
قوى الشر الثلاث
بالإضافة إلى عضوية إيران، من المتوقع أن يناقش المبعوثون في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون قضية الأمن الإقليمي بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. فحتى قبل هذا الانسحاب، كان وزير الخارجية الصيني وانغ يي يحثّ التكتل على مكافحة "قوى الشر الثلاث" للإرهاب والتطرف والانفصال، وفقًا لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية الحكومية.
يرى سايمون بيراني، محلل الغاز في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أنه من غير المرجح أن تجلب العضوية الإيرانية لمنظمة شنغهاي للتعاون أي فائدة فورية لطهران، بما في ذلك إمدادات الطاقة الحيوية، إذ لاتزال الشركات التي تشارك في قطاع النفط والغاز الإيراني تخضع لعقوبات ثانوية أمريكية، مما يعرضها للمخاطر إذا ساعدت في بناء البنية التحتية التي تحتاج إليها إيران لزيادة الإنتاج.
ويضيف بيراني: "المشكلات التي تواجه صادرات النفط الإيرانية بسبب العقوبات تتعلق بالغاز أيضاً"، علماً أن استهلاك الغاز المحلي لإيران مرتفع جداً، لذلك "رغم أنها أحد المنتجين الرئيسيين فإن السوق المحلّية تستهلك معظم هذا الغاز ".