الأمريكيون الذين يقولون إنهم يدفعون الضرائب يكذبون على الأرجح

يحمل فيليبي كاسترو لافتة تعلن عن مكتب لإعداد الضرائب للأشخاص الذين لا يزالون بحاجة إلى المساعدة في استكمال ضرائبهم قبل الموعد النهائي لخدمة الإيرادات الداخلية  في ميامي ، فلوريدا. - المصدر: بلومبرغ
يحمل فيليبي كاسترو لافتة تعلن عن مكتب لإعداد الضرائب للأشخاص الذين لا يزالون بحاجة إلى المساعدة في استكمال ضرائبهم قبل الموعد النهائي لخدمة الإيرادات الداخلية في ميامي ، فلوريدا. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

أصدر مركز "إربان-بروكينغز للسياسة الضريبية" مؤخَّراً تقريراً يقول فيه، إنَّ 61% من الأسر الأمريكية لم تدفع ضريبة دخل فيدرالية في عام 2020، ارتفاعاً من نسبة 44% في عام 2019، فقد أدت الجائحة إلى ارتفاع معدلات البطالة وفقدان الدخل. وعلى الرغم من أنَّ الرقم سيعود على الأرجح إلى متوسط 40% بمرور الوقت، فمن المحتمل أن يكون الوقت مناسباً الآن لإجراء مناقشة حول النسبة المئوية الصحيحة لمن يدفعون الضرائب.

لكن أولاً، من الجيد دائماً الإشارة إلى أنَّه في حين لا يدفع حوالي نصف الأمريكيين ضرائب الدخل؛ فإنَّ كل شخص تقريباً يدفع ضرائب على الرواتب من نوع ما، وذلك على شكل نسبة 6.2%، يتمُّ حجبها من أوَّل دخل قدره 142,800 دولار. ومن المهم التمييز بين ضرائب الدخل، وضرائب الرواتب. فمن الناحية الفلسفية، تهدف ضرائب الرواتب إلى تمويل الضمان الاجتماعي للفرد، في حين تهدف ضرائب الدخل إلى تمويل الإنفاق الحكومي الذي يتزايد كل عام.

ديمقراطيو "الشيوخ" الأمريكي يوافقون على خطة للإنفاق والضرائب بـ3.5 تريليون دولار

ويقع عبء تمويل الحكومة على عاتق عدد أقل من دافعي الضرائب؛ فقد مَوَّل أعلى 20% من دافعي الضرائب ما نسبته 78% من ضرائب الدخل الفيدرالية في عام 2020، ارتفاعاً من 68% في عام 2019، وفقاً لمركز السياسة الضريبية.

الرقم الحقيقي

ما هو العدد الصحيح للأشخاص الذين يجب إعفاؤهم من دفع ضرائب الدخل؟. يجب أن يتفق معظم الأشخاص المنطقيين على أنَّ الرقم أقل بكثير من 61%. إذ تحصل الأسرة في الشريحة المئوية الواحدة والستين من الدخل على أقل من 90 ألف دولار في السنة. ولن يعتبر أي شخص تقريباً أنَّ دخل الأسرة البالغ 90 ألف دولار يجعلها من الأثرياء، ولكن هناك مجال كبير للمساهمة. كذلك يجب أن تأخذوا بعين الاعتبار أنَّ متوسط دخل الأسرة هو 68,400 دولار، في حين تظهر بيانات مكتب إحصاءات العمل من عام 2017 أنَّ الأسرة النموذجية التي يبلغ دخلها قبل الضرائب 73,500 دولار أمريكي لديها مدخرات تزيد عن 6,000 دولار أمريكي وأكثر من 3,000 دولار أمريكي من النفقات الترفيهية.

وباستثناء المعوزين حقاً، الذين يمكنني وصفهم بأنَّهم أسر تكسب أقل من 28,000 دولار في السنة، يمكننا جميعاً المشاركة، لأنَّ فكرة وجود أشخاص لا يدفعون ضرائب دخل هي مسيئة لنا جميعاً، بغضِّ النظر عن ثروتهم ودخلهم. هذا ولا يتعيّن عليهم دفع المبلغ نفسه من ناحية النسبة المئوية، ولكن يجب أن يتحمَّل كل فرد حصة مالية صغيرة لكونه مواطناً أمريكياً؛ وهو ما يسمى بـ "امتلاك حصة في اللعبة".

فرض الضرائب على منازل الأثرياء الفارغة لن يحلّ أزمة الإسكان

وليس لهذا علاقة كبيرة بتوليد الإيرادات (على الرغم من أنَّ الحكومة إذا كانت مهتمة حقاً بجمع المزيد من الإيرادات، فسيكون من الأسهل القيام بذلك مع الطبقة الوسطى بدلاً من الأغنياء). وفي الحقيقة، هناك مبدأ أنَّه لا يُطلب سوى القليل جداً من مواطني الولايات المتحدة فيما يتعلَّق بالمشاركة في المجتمع المدني؛ إذ لا يوجد تجنيد عسكري أو خدمة إجبارية، كما أنَّ التصويت ليس إلزامياً. وكل ما يجب أن نطلبه هو أن نقوم جميعاً بدورنا، ونُسهم بمبلغ صغير في تكلفة إدارة الحكومة. وفي حال كان الناس يفعلون ذلك، فقد يشعرون بشكل مختلف إزاء حجمها ونطاقها. ويمكنكم النظر إلى المسألة على أنَّها مستحقات لجمعية أصحاب المنازل، فلا أحد يحب دفعها، إلا أننا نفعل ذلك.

من وجهة نظر سياسية، سيكون من الصعب للغاية جعل كل فرد يملك دخلاً أسرياً يزيد عن 28,000 دولار أمريكي يدفع نصيبه العادل من الضرائب. كما أنَّ مجرَّد اقتراح زيادة الضرائب على الفقراء أو الطبقة الوسطى هو انتحار سياسي. والناس لديهم أفكار مختلفة عن الإنصاف؛ إذ يعتقد بعضهم أنَّه من غير العدل أن يدفع الأثرياء معدلات تفضيلية على مكاسب رأس المال، وأرباح الأسهم (لقد خفَّضنا تلك الضرائب منذ سنوات، لسبب وجيه). وأعتقد أنَّه من غير العدل ألا يتحمَّل 61% من الأمريكيين أي التزام بضريبة الدخل. كما أنَّ وجهة نظركم حول ما إذا كان ذلك عادلاً أم لا، تعتمد على الأرجح على مكان وجودكم في الطيف السياسي.

وزيرة الخزانة الأمريكية: الضرائب على الشركات الدولية قد لا تُفرَض قبل 2022

هذا، ويُجري قادة العالم حالياً مناقشات حول تطبيق حد أدنى لمعدل الضريبة بنسبة 15% للشركات. لكن لماذا لا يوجد حد أدنى لمعدل الضريبة للأفراد؟ ليس من الضروري أن يكون كثيراً - فنسبة 5% ستؤدي الغرض. وعندما تكون لديك حصة مالية في شيء ما، فإنَّك تميل إلى الاهتمام أكثر بما يحدث لهذا الشيء. إذ قد تتسبّب المساهمة الصغيرة في جعل الناس أكثر قلقاً إزاء كيفية إنفاق الأموال في العاصمة، وهو أمر جيد.

في المرة القادمة التي تسمع فيها شخصاً ما يخبرك بسخط شديد أنَّه دافع للضرائب، تذكَّر أنَّ هناك احتمالاً بنسبة 61% أنَّه يكذب.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

الآراء الأكثر قراءة