يستهدف متداولو "بتكوين" الوصول مجدداً إلى مستوى سعري قدره 70 ألف دولار الذي بلغته آخر مرة في يونيو، بعد أن شهدت العملات المشفرة انخفاضاً طفيفاً مساء الجمعة، بينما واصلت الصناديق المتداولة في البورصات الأميركية تدفقاتها المستمرة.
قال ستيفان أوليت، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "إف آر إن تي فاينانشال" (FRNT Financial): "يعد هذا استمراراً للاتجاهات المسجلة مؤخراً في هذا المجال. نشهد المراحل الأولى من دورة سيولة عالمية، ونتوقع أن تواصل السياسات النقدية وأسعار الفائدة المنخفضة دعم بتكوين بمرور الوقت".
تراجعت أسعار العملات المشفرة بنهاية الأسبوع الماضي عقب تقرير يفيد بأن الولايات المتحدة تحقق مع شركة "تيثر هولدينغز" (Tether Holdings Ltd)، وهي إحدى الشركات المصدِرة للعملات المستقرة؛ لاحتمال انتهاكها لقوانين العقوبات وقواعد مكافحة غسل الأموال. قال متحدث باسم "تيثر" إن الشركة لا علم لها بأي تحقيقات.
تلعب العملات المستقرة، مثل "تيثر"، دوراً أساسياً كبوابات للوصول إلى أسواق العملات المشفرة، حيث تمثل خطوة وسيطة لشراء "بتكوين" باستخدام العملات الورقية والعكس صحيح. كما تُستخدم غالباً كضمان للاقتراض بهذه العملات، وتُعتبر "تيثر" العملة المشفرة الأكثر تداولاً في العالم.
يأتي هذا الاهتمام بأكبر الأصول المشفرة في الوقت الذي يقترب فيه موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. بلغت تدفقات الأصول المشفرة 910 ملايين دولار في الأسبوع الماضي، ما رفع التدفقات منذ بداية العام إلى 27 مليار دولار، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف الرقم القياسي لعام 2021، وفقاً لتقرير من "كوين شيرز" (CoinShares).
قال جيمس بترفيل، رئيس قسم الأبحاث في "كوين شيرز"، في مذكرة: "نعتقد أن أسعار بتكوين والتدفقات الحالية تتأثر بشكل كبير بالسياسة الأميركية، ومن المحتمل أن يكون الارتفاع الأخير للتدفقات مرتبطاً بتقدم الجمهوريين في استطلاعات الرأي".
تدفقات بالكامل من "بتكوين"
جاءت التدفقات بالكامل تقريباً من "بتكوين"، فيما شهدت "إيثريوم"، ثاني أكبر الأصول الرقمية، تدفقات خارجة بقيمة 35 مليون دولار الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض لأي أصل خلال هذه الفترة، وفقاً للتقرير.
كما زاد متداولو عقود الخيارات رهاناتهم على أن "بتكوين" ستصل إلى مستوى قياسي قدره 80 ألف دولار بنهاية نوفمبر، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأميركية. ارتفعت التقلبات الضمنية لخيارات "بتكوين" التي ستنتهي بالقرب من يوم الانتخابات في 5 نوفمبر، مع ميل الرهانات نحو الخيارات التي تمنح المشتري الحق في حيازة العملة الرقمية بأسعار جديدة مرتفعة.
سجلت "بتكوين" أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 73,797 دولار في مارس الماضي بعد ارتفاع استمر لأسابيع مدفوعاً بالتفاؤل بأن الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة سيتجاوز عدد الرموز المتاحة للبيع. تراجع السعر بعد ذلك بأكثر من 30% بحلول أوائل أغسطس، قبل أن يدخل موجة صعودية حالية.
قال أوليت: "في الأسبوع الماضي قال مدير صندوق التحوط الملياردير بول تيودور جونز إن بتكوين تُعد وسيلة للتحوط ضد التضخم في عالم تشير فيه جميع المؤشرات إلى انخفاض قيمة العملات الورقية". أضاف: "سيستمر هذا الاتجاه في دعم بتكوين بمرور الوقت، حيث يتخذ المتداولون الجدد قرارات تخصيص المحافظ المالية لدورة السوق المقبلة التي تشمل بتكوين".